موجة ركوب التريند بعد خناقة صلاح وكلوب

كتب : السيد شحتة

الثلاثاء، 30 أبريل 2024 03:42 م

shareicon

مشاركه

"سمعت آخر خبر" عبارة سحرية اعتدنا سماعها على المقاهي وفي المواصلات العامة وفي المصالح الرسمية وبعدها يُلقي المتحدث بكل ما في جعبته من معلومات، تصيب أحيانًا و تخطئ في أحيان أخرى لكنه لا ينسى قبل أن ينهي كلامه أن يشهر صك مصداقية يحاول أن يقطع به الطريق على أي نظرات متشككة، "عيب كلام أخوك ما ينزلش الأرض أبدًا".

على الجهة الأخرى فإن الكثيرين على السوشيال ميديا يلهثون ليل ، نهار خلف شيء واحد هو التريند وفق قاعدة إذا لم تمنحك الأقدار فرصة أن تكون أنت صاحب التريند فيجب على أقل تقدير ألا تفوتك فرصة المشاركة فيه.

الحقيقة والوهم في مشادة صلاح وكلوب
مع كل حدث رياضي جديد تتوه الحقيقة بين التهويل والتهوين وتتعرض المعلومة والرقم والمشهد بين نظريتي " سمعت آخر خبر" و" اركب التريند"، الزخم الكبير في العصر الرقمي جعل ملايين البشر حول العالم يتحولون إلى منتجي محتوى سواء بالحق أو بالباطل.

لست بالطبع مع فرض أي نوع من القيود على إنتاج المحتوى أو تداول المعلومات فكلها حقوق ينظمها الدستور والقانون وليس هذا بالطبع هدف هذه السطور التي تهدف بالأساس إلى دق جرس إنذار من خطورة الانقياد إلى التأويلات ونسيان الحقائق والمعلومات.

مشادة محمد صلاح ويورجن كلوب المدير الفني لفريق ليفربول، حدث لافت ما زال يشغل حتى الآن اهتمام كل صحف العالم تقريبًا لكن هل يستحق الأمر كل هذا القدر من الصخب إلى الحد الذي جزم فيه البعض بأن رحيل صلاح عن الريدز بات حتميًا، وأن الأمور بينه وبين يورجن كلوب وصلت إلى خط " اللارجعة". 
انفجار فقاعة الصابون   
لم يكتف البعض بالوقوف عند هذا الحد بل استغلوا الأمر في شن حملة جديدة من الهجوم على صلاح وتحميله المسؤولية عن ابتعاد ليفربول عن المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي رغم أنهم قبل المشادة الأخيرة يتحدثون عن موسمه التاريخي في ليفربول.

الانقياد إلى هيمنة التريند من وجهة نظري يتسبب في أحيان كثيرة في إغفال العيون عن حقائق كثيرة فما حدث بين كلوب وصلاح ليس الأول من نوعه في ملاعب كرة القدم والتي لا تخلو بسبب الحماس من مشادات ومشاحنات بين اللاعبين وبعضهم البعض أو بينهم وبين أجهزتهم الفنية.

المشادة بين صلاح وكلوب كانت بسبب الرغبة المتبادلة لديهما في أن يواصل ليفربول مسيرة انتصاراته لأن خسارته أو تراجعه سيتحمل ثمنها الفادح مديره الفني ونجمه الكبير صلاح.

في اعتقادي أن أول لقاء بين كلوب وصلاح على هامش تدريبات ليفربول سوف يجعلنا جميعًا نخرج بانطباع أننا انشغلنا خلال الأيام الماضية بفقاعة صابون وليس أكثر.

صلاح متمسك بليفربول والنادي لن يفرط فيه لأنه يقدر موهبته الاستثنائية، وحتى بعد رحيل يورجن كلوب فإنه لن يخسر نجم كبير مثل صلاح والدليل على ذلك تصريحاته التي جاءت بعد المشادة بأن الأمر انتهى. 

استقيموا -يرحمكم الله-  وما التريند إلا وهم كبير