أخطاء متكررة من موسيماني أمام المصري.. مساحات شاسعة وتغيير غير مبرر "تحليل"

كتب : إبراهيم جاد

الأحد، 10 أبريل 2022 01:35 ص

shareicon

مشاركه

موسيماني

موسيماني

ألحق النادي المصري الخسارة الأولى بنظيره النادي الأهلي في بطولة الدوري المصري، بعدما تغلب عليه بهدف نظيف في الجولة الثالثة عشر.

وسجل هيثم العيوني هدف الفوز للنادي المصري في الدقيقة الثامنة برأسية رائعة، فشل محمد الشناوي في التعامل معها بشكل صحيح.

تغييرات غير مبررة

قرر المدير الفني الجنوب إفريقي، بيتسو موسيماني القيام بالعديد من التغييرات سواء في اللاعبين أو طريقة اللعب بدون مبرر واضح مقارنة بالمباريات السابقة.

موسيماني قرر بشكل مفاجئ الدفع بمحمد مجدي أفشة كجناح أيمن -وهو المركز الذي فشل فيه مرارًا وتكرارًا- مع وضع بيرسي تاو في عمق الملعب أقرب لمهاجم ثاني خلف محمد شريف.

"روتيشن" موسيماني طال ياسر إبراهيم رغم المستويات الكبيرة التي يقدمها اللاعب في الفترة الأخيرة، والمبرر كان ضغط المباريات التي يعاني منه الأهلي، وهو مبرر غير حقيقي.

الأهلي لعب 3 مباريات في أسبوع بالفعل، لكن أمامه أسبوع كامل للتحضير للمباراة القادمة أمام الرجاء وهو ما يعطي اللاعبون فرصة للراحة عقب المباراة.

على المستوى الفني فتغيير مركز محمد مجدي "أفشة" إلى الجناح الأيمن رغم اللعب بتشكيل مناسب لـ4/2/3/1 هو أمر غير مبرر ظهر بسببه لاعبو الفريق في حالة من "التوهان" والعشوائية وعدم إدراك مراكزهم.

ومع الاتجاه إلى تعديل الأمور، تحول الأهلي إلى 4/4/2 مع الدفع بحسام حسن كمهاجم ثاني ليلعب الفريق برأسي حربة لأول مرة هذا الموسم وتكون طريقة اللعب الرابعة التي يعتمد عليها موسيماني الموسم الحالي.

وهنا سنصل لنقطة هامة، أي فريق كبير يجب أن يكون لديه رسم تكتيكي واضح يعتمد عليه بشكل مستمر مع وجود رسم تكتيكي بديل يتجه له في بعض الأحيان، لكن أن يصل الفريق إلى 4 أشكال من الرسم التكتيكي مع الوصول إلى ثلث الموسم هو أمر سلبي للغاية.

وكما ذكرنا في تقرير سابق، فإن المرونة التكتيكية هي ميزة لدى بيتسو موسيماني لكن حينما تزيد عن الحد تصبح سلاح في ظهر الأهلي.

أين ذهبت 3/4/3؟

الأهلي بدأ موسمه بشكل مثالي في الدوري المصري معتمدًا على 3/4/3 حيث حقق 9 انتصارات متتالية، كما تمكن من حصد برونزية كأس العالم للأندية.

وظهر أن بيتسو موسيماني يجهز الفريق بالشباب للاعتماد على 3/4/3 حيث قام بالاعتماد عليها في كأس الرابطة مع فريق الشباب، وقدم الأهلي مستويات مميزة.

ولكن تفاجئ الجميع بأن موسيماني تخلى عن أسلوب اللعب الذي حفظه الفريق وتمكن منها وعاد إلى 4/2/3/1 مرة أخرى بلا مبرر واضح، وهو ما أظهر الفريق عشوائيًا بشكل نسبي واللاعبون غير مدركين لواجبات مراكزهم بعد التغيير.

أسلوب لعب 3/4/3 أعطى الحرية للظهيرين مع فتح مساحات الملعب على الخطين وهنا استفاد الأهلي من قدرات علي معلول الهجومية الكبيرة مع حمايته بمدافع ثالث من ظهره.

كما ساهم وجود ثلاثي في الخلف دائمًا أمن الخط الخلفي للمارد الأحمر مما يعطي حرية هجومية لباقي اللاعبين، مع إعطاء الفرصة للفريق للخروج من ضغط الخصوم بسهولة بسبب وجود لاعب حر دائمًا في عملية البناء.

وظهرت معاناة الأهلي في الخروج من الضغط جلية سواء في الخسارة أمام المصري الذي اعتمد على الضغط العالي وسلط الضوء على هذه المشكلة، وأمام الاتحاد أيضًا في الشوط الثاني حينما قرر النحاس الضغط على قلبي دفاع الأهلي ووسط الملعب في عملية بناء اللعب ليتسبب ذلك في مشاكل كبيرة في منظومة الأهلي.

مساحات واسعة

الأهلي تحت قيادة موسيماني أصبح لديه شكلين، الشكل الذي يمثل شخصية المارد الأحمر المعروفة من تقارب خطوط وتدرج بالكرة بتمريرات أرضية، وشكل مكون من خطوط متباعدة ومساحات واسعة داخل أرضية الملعب.

في عديد من المباريات ومنها مواجهة اليوم أمام المصري، عاب الأهلي وجود مساحة واسعة بين آخر مدافع إلى أول مهاجم تصل إلى مساحة ممتدة من خط منطقة جزاء الأهلي إلى منطقة جزاء الخصم وهي مساحة تصل إلى 80 متر.

اللعب في هذه المساحة يتسبب في عشوائية كبيرة للمارد الأحمر، حيث يظهر الفريق عبارة عن كتلتين، كتلة هجومية مكونة من 6 لاعبين وكتلة هجومية من 4 لاعبين، وبينهم مساحة شاسعة للغاية تضطر الفريق للاعتماد على التمريرات الطولية.

ومع الاعتماد على التمريرات الطولية المباشرة بسبب المساحات الشاسعة بين الخطوط، يفشل الأهلي في الفوز بالكرات الثانية في أغلب الأوقات لتباعد الخطوط وعدم وجود اللاعبين ككتلة واحدة لتغطية كل بقاع الملعب.

وصلت عدد تمريرات الأهلي الطولية في مباراة المصري إلى 62 تمريرة طولية، وهو رقم كارثي لفريق مثل الأهلي يجب أن يكون متسيدًا للأمور وفارضًا لشخصيته.

كل هذه العيوب ظهرت مرارًا وتكرارًا في المباريات التي تلت مباريات كأس العالم للأندية والتخلي عن 3/4/3 التي أجادها الأهلي في بداية الموسم، ولكن كانت تختفي خلف الانتصارات المتتالية للمارد الأحمر.

وتعد مواجهة المصري بمثابة جرس الإنذار الذي ضرب داخل جدران الأهلي للتنبيه على المشاكل التي يعاني منها الفريق مع موسيماني في الآونة الأخيرة، وذلك لتدارك الموقف والعودة إلى الطريق الصحيح -على مستوى الأداء الذي يرضي جماهير الأهلي- مجددًا.