مانشستر سيتي وليفربول.. عندما تهتم بالضغط العالي وتنسى الدفاع "تحليل"

كتب : هشام كمال

الأحد، 10 أبريل 2022 11:43 م

shareicon

مشاركه

بيب جوارديولا ويورجن كلوب

بيب جوارديولا ويورجن كلوب

كان الجميع ينتظر مباراة القمة بين مانشستر سيتي وليفربول في الدوري الإنجليزي، والتي كانت ستحدد بشكل كبير شكل المنافسة على لقب بريميرليج هذا الموسم، وانتهت بالتعادل بهدفين لكل فريق.

المباراة شهدت محاولة كلًا من بيب جوارديولا ويورجن كلوب من أجل فرض سيطرتهما على الآخر، سواء عن طريق الضغط العالي لمنع بناء الهجمات، أو من أجل قطع الكرة في أقرب مكان لمرمى الخصم، وتشكيل خطورة على حراس المرمى.

ويحاول "Kora Plus" تحليل مباراة القمة بين الفريقين، لشرح أفكار كل مدرب خلال اللقاء:

تواجد جابريل خيسوس:

قام بيب جوارديولا بالدفع بالبرازيلي جابريل خيسوس منذ بداية المباراة، وتوقع الجميع أن يكون جابريل أن يشغل مركز المهاجم الصريح في المباراة، ولكن المدرب الإسباني دفع بخيسوس في مركز الجناح لسبب مهم للغاية.

السبب هو قوة جابريل خيسوس في الحالة الدفاعية، وقيامه سواء بالضغط على روبرتسون أثناء بناء الهجمة، أو العودة معه في الحالة الهجومية لليفربول، وهو ما قد لا يفعله جناح آخر لمانشستر سيتي، سواء كان رياض محرز أو جريليش.

 

 

وهو نفس الأمر الذي تم تكليف به فيل فودين للقيام به أمام ألكساندر أرنولد، وهو ما لم يكن يقوم سترلينج، والذي أبعده جوارديولا عن مركز الجناح، لأنه لا يقوم بمهامه الدفاعية على أكمل وجه.

وبالتالي كان مهمة جابريل خيسوس وفودين هو الضغط على روبرتسون وأرنود، مع قيام دي بروين بالتعاون مع نصف الملعب لغلق المساحات على تياجو ألكانتارا، وبالتالي أصبح ليفربول يعتمد على التمريرات الطويلة.

أهمية بيرناردو لتحرير دي بروين:

اعتمد بيب جوارديولا على تواجد بيرناردو سيلفا في نصف الملعب بجانب كيفن دي بروين ورودي، ولكن تحركات الثلاثي كانت مختلفة داخل أرضية الملعب.

التعليمات كانت لبيرناردو سيلفا بالتواجد مع رودري في مركز الإرتكاز، وتحديدًا أثناء بناء الهجمة لمانشستر سيتي، حتى يعتمد عليه المدافعين في بناء الهجمة، واستغلال قدرته على الاستلام تحت ضغط، والتمريرات الطويلة والقصيرة.

 

 

هذه الطريقة حررت كيفن دي بروين، وبالتالي لم يكن مضطرًا للتواجد على حدود منطقة جزاءه لاستلام الكرة، واهتمامه أصبح لاستلام الكرة في نصف ملعب ليفربول فقط، وبالتالي مجهوده أصبح هجوميًا فقط للسيتي.

في الهدف الأول لمانشستر سيتي، عندما حصل بيرناردو على خطأ من نصف ملعب ليفربول، قام بتنفيذها سريعًا، في هذه اللحظة كان دي بروين خالي تمامًا من الرقابة، لأنه كان يتحرك بحرية في الجانب الهجومي بالكامل لمانشستر سيتي.

 

 

وبالفعل استغل دي بروين الفرصة وسدد الكرة بقوة، لتصطدم بماتيب وتسكن شباك ليفربول معلنًا عن الهدف الأول لمانشستر سيتي.

الضغط العالي بـ 6 لاعبين:

طريقة بيب جوارديولا ويورجن كلوب دائمًا هو الاعتماد على الضغط العالي على الخصوم، من أجل قطع الكرة في أقرب مكان للمرمى، ومنع بناء الهجمة، كما شرحنا في بداية التحليل.

وبالتالي كنا نرى اعتماد سواء مانشستر سيتي أو ليفربول، على الضغط بستة لاعبين لاعلى الأقل على دفاع المنافس، من أجل منع كل فريق من تطبيق فكرة في الجانب الهجومي.

وهنا كان يجب تدخل كل مدرب من أجل كسر هذا الضغط، ومحاولة مفاجأة الدفاع وخلق الفرص على حراس المرمى.

في مانشستر سيتي اعتمد جوارديولا على طريقتين، الأولى هي بيرناردو سيلفا وقدرته على الاستلام تحت ضغط وبناء الهجمة، وبالتالي يقوم بتسليم الكرة إلى كيفن دي بروين الذي يشكل خطورة على مرمى أليسون.

 

 

الثانية استغلال أن ليفربول كان يقوم بالضغط، وعدم عودة محمد صلاح وساديو ماني للدفاع مع ظهيري الجنب وواكر وكانسيلو، وبالتالي يقوم بإرسال كرة طويلة على الأطراف الخالية من رقابة الدفاع.

 

 

وتكررت الكرة الثانية أكثر من مرة خلال الشوط الأول تحديدًا، سواء لوواكر وجابريل خيسوس في الجبهة اليمنى، أو فودين وكانسيلو في الجبهة اليسرى.

في المقابل كان مانشستر سيتي يقوم بالضغط أيضًا بـ 6 لاعبين على دفاع ليفربول، من أجل منع بناء الهجمة السريع الذي يتميز به ريدز في السنوات الأخيرة.

ومع قيام خيسوس وفودين بمراقبة روبرتسون وارنولد والعودة معهما في الحالة الهجومية لليفربول، وتقدم دي بروين مع سترلينج للضغط على قلبي دفاع ليفربول وغلق مساحات التمرير على تياجو ألكانتارا، أصبح حل ليفربول الوحيد هو التمريرات الطويلة.

 

 

حتى التمريرات الطويلة، كان جوارديولا يُفطن لخطورة محمد صلاح وساديو ماني، وجعل كانسيلو وواكر يراقبا الثنائي بشكل كبير، وبالتالي لم يستلما الكرة بشكل جيد طوال الشوط الأول تقريبًا معادا كرة هدف ليفربول الأول.

 

 

الحل الوحيد لليفربول، وهو أيضًا استغلالًا لنقطة ضعف مانشستر سيتي، هو إرسال الكرات الطويلة في عمق الدفاع، وبالفعل وصل ليفربول أكثر من مرة بهذه الكرة، سواء في الشوط الأول أو الثاني.

Quality نصف الملعب:

أكثر الفوارق التي ظهرت خلال المباراة، هو قدرات لاعبي نصف الملعب في كل فريق، حيث وضح فارق الإمكانيات بين بيرناردو سيلفا ودي بروين من جهة في الخروج بالكرة وبناء الهجمة، وبين وسط وملعب ليفربول بالكامل لتحقيق نفس الأمر.

اللاعب الوحيد في وسط ملعب ليفربول القادر على ابتكار الفرص، كان تياجو ألكانتار، ولكن كما شرحنا قيام جوارديولا بغلق المساحات عليه، صعب الأمور على ليفربول وجعل الفريق يتجه للتمريرات الطويلة.

تحركات محمد صلاح:

في الشوط الأول عانى محمد صلاح من الرقابة القوية عليه من دفاع ووسط ملعب مانشستر سيتي، وذلك لأنه كان يريد استلام الكرة بشكل مستمر على الخط ثم الانطلاق.

ولكن في الشوط الثاني، بدأ محمد صلاح بالدخول قليلًا إلى وسط الملعب لاستلام الكرة، ثم المساندة مع أحد اللاعبين، من أجل الانطلاق بعد ذلك بالكرة، أو التمرير في العمق لزملائه، وهو ما حدث في الهدف الثاني لليفربول، والذي أحرزه ساديو ماني.