كواليس أزمة ملعب النهائي الأفريقي
كتب : حسام زايد
الأربعاء، 11 مايو 2022 02:29 م
أثارت أزمة ملعب نهائي النسخة الحالية من دوري أبطال إفريقيا العديد من علامات الاستفهام حول ما يدور داخل جدران الاتحاد الإفريقي، من الذي يدير الأمور داخل الكاف؟ ومن هو صاحب الكلمة العليا في القرارات المهمة التي يصاحبها جدل كبير؟.
عندما تولى الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي رئاسة الكاف في الثاني عشر من مارس 2021، استبشرنا خيرا بعصر جديد يكون أكثر شفافية ووضوحا وتطورا، وكانت أولى كلمات موتسيبي في بيان رسمي عقب تنصيبه رئيسا للكاف عن إنشاء "اتحاد إفريقي جديد" من شأنه أن يرتقي بكرة القدم الأفريقية إلى آفاق جديدة، لم تمر أشهر قليلة على تولي موتسيبي حتى بدأت الأزمات تظهر بشكل فج على مستوى بطولات المنتخبات والأندية، وتابعنا جميعا الحصار الذي أحاط بكأس الأمم الأفريقية التي أقيمت مؤخرا في الكاميرون، وكم المشاكل التي حدثت خلال تنظيم البطولة.
أزمة ملعب مباراة نهائي دوري أبطال إفريقيا التي أعلن الكاف إقامتها في المغرب يوم 30 مايو الجاري، هي نتاج لحالة التخبط وغياب الشفافية، حتى عدم تقدم الاتحاد المصري لكرة القد بطلب لتنظيم المباراة في الوقت المحدد لا يعفي الكاف من مسئوليته المباشرة في هذه الورطة بسبب تأخره في القرار إلى أن أصبح الأهلي والوداد هما الأقرب للمباراة النهائية، وبات إسناد المباراة للمغرب قرار مغلف بالشك والريبة، وكان لزاما على رئيس الكاف أن ينأى بنفسه عن مواطن الظنون والشكوك ويعقد اجتماعا طارئا لإيجاد حل لهذه الأزمة.
ما فعله الكاف أسوأ سيناريو يمكن أن يحدث، فبدلا من اتخاذ قرار جماعي عن طريق المكتب التنفيذي، أسند القرار للجنة ثنائية تضم فوزي لقجع رئيس الاتحاد الأفريقي وأوجستن سينجور رئيس الاتحاد السنغالي، فكيف يكون الثنائي الخصم والحكم في الوقت ذاته؟!، بل إن وجود ملعب عبدالله واد في داكار كان أدعى أن يجعل المكتب التنفيذي سجتمع ليبحث عن حل من إثنين، فإما أن يعود للنظام القديم بإقامة النهائي ذهابا وإيابا أو أن يجد ملعبا آخر بعيدا عن الدار البيضاء للابتعاد عن شبهة مجاملة الوداد وبعيدا عن ملعب عبدالله واد بسبب تأزم الموقف على خلفية مباراة مصر والسنغال في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، لماذا ترك موتسيبي الحبل على الغارب للثنائي فوزي لقجع والسنغالي سينجور للوصول إلى قرار لا يخصهما فقط بل يخص أطرافا أخرى متداخلة في هذا الأمر؟ فهل هذا هو الاتحاد الأفريقي الجديد الذي بشرنا به موتسيبي حينما فاز برئاسة الكاف؟ أم أن لإدارة شئون الكاف حسابات أخرى يرضى عنها الدكتور موتسيبي؟!.