أليجري أسقط يوفنتوس.. لأن الحصان لا يفوز دائمًا بالأنف "تحليل رقمي"

كتب : إبراهيم جاد

الخميس، 12 مايو 2022 10:58 م

shareicon

مشاركه

أليجري

أليجري

"في سباق الخيول، يكفي أن تتقدم بأنف الحصان فقط حتى تفوز بالسباق، وهكذا أيضًا أرى كرة القدم" هكذا صرح المدير الفني الإيطالي، ماسمليانو أليجري في إحدى المؤتمرات الصحفية ردًا على انتقاده بسبب سوء الأداء رغم الانتصارات.

تصريح أليجري يكشف لنا عقليته في إدارة الفريق ورؤية كرة القدم، والتي أدت بيوفنتوس إلى موسم صفري لأول مرة منذ 11 عامًا بعد خسارة الـ4 بطولات التي نافس عليها الموسم الجاري.

وفقد نادي يوفنتوس آخر الألقاب التي نافس عليها الموسم الجاري، بعد خسارة نهائي كأس إيطاليا على يد إنتر ميلان برباعية مقابل هدفين، محققًا رقمًا سلبيًا لأول مرة منذ عقد تقريبًا.

الحصان لا يفوز دائمًا بالأنف

يعيش نادي يوفنتوس الموسم الجاري اسوأ مواسمه في الـ10 مواسم الأخيرة، وتحديدًا منذ موسم (2011/2012) حيث ودع البيانكونيري كافة الألقاب التي نافس عليها وبسيناريوهات سيئة للغاية.

يوفنتوس رفع الراية البيضاء منذ نصف الموسم تقريبًا، حيث ظهر في تصريح واضح مؤكدًا: "نحن لا ننافس على لقب الدوري الإيطالي ، هدفنا هو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل فقط".

وبالفعل ابتعد نادي يوفنتوس عن المنافسة على لقب الدوري الإيطالي منذ منتصف الموسم تقريبًا، ليكون اسوأ مواسم البيانكونيري على مستوى المنافسة على لقب الكالتشيو.

وواصل يوفنتوس إخفاقه المحلي بخسارة لقب السوبر الإيطالي لحساب إنتر ميلان بهدفين مقابل هدف وحيد، ليواصل فقدان البطولات المحلية مجددًا.

الطامة الكبرى كانت في توديع دوري أبطال أوروبا من دور الـ16 على يد سابع الدوري الإسباني -في هذا الحين- فياريال بعد الخسارة بنتيجة عريضة على ملعب "أليانز ستوديوم" في تورينو.

يوفنتوس عاد من ملعب "لا سيراميكا" بالتعادل الإيجابي هدف لكل فريق، قبل أن يتلقى هزيمة ساحقة إيابًا في ملعبه ووسط جماهيره بثلاثية نظيفة، تطيح به خارج البطولة من دور الـ16.

خسارة يوفنتوس أمام فياريال وتوديع دوري أبطال أوروبا من دور الـ16، كانت ملخص لأداء البيانكونيري في الموسم الجاري وحالة الفقر الفني التي وصل لها الفريق مع ماسمليانو أليجري.

وأظهرت هذه الخسارة القاسية فقدان يوفنتوس أبرز ما كان يميزه في السنوات الأخيرة وهي "شخصية الفريق وهويته"، ليس فقط على مستوى الأداء بل تجرؤ الأندية على البيانكونيري وسهولة الفوز عليه.

ولا يخفي على أحد أن ماسمليانو أليجري ليس من المدربين الذين يهتمون بتقديم كرة هجومية جيدة، ولكنه يتجه دائمًا للدفاع مع خطف هدف أو إثنين للفوز -والذي عبر عنه بتصريح أنف الحصان-، ولكن الاسوأ الموسم الجاري أنه فقد حتى صلابته الدفاعية التي تميز بها.

أليجري "الخبير" اسوأ من بيرلو "المبتدئ"

طالت الانتقادات اللاذعة أندريا بيرلو الموسم الماضي في أول مواسمه التدريبية، رغم تحقيقه أهداف الموسم، المشابهة لأهداف الموسم الحالي من خلال التأهل إلى دوري أبطال أوروبا.

بيرلو لم يكتفِ فقط بالتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، بل حقق لقبي السوبر الإيطالي ثم تحقيق لقب الكأس على حساب أتالانتا محافظًا على سلسلة تحقيق الألقاب.

وبعيدًا عن الألقاب المحققة فإن أداء يوفنتوس تحت قيادة أندريا بيرلو كان أفضل كثيرًا من الكرة التي يقدمها البيانكونيري مع أليجري الموسم الحالي، بالتأكيد ليس أفضل أداء ممكن لأنه كان في تجربته الأولى لكنه بشكل عام كان أفضل.

وتكشف لنا الأرقام التفوق الكبير ليوفنتوس بيرلو، والذي جمع 78 نقطة رغم أن عدد النقاط المتوقعة (80 نقطة تقريبًا) بحسب الأداء المقدم والفرص المخلوقة في كل مباراة.

على الجانب الآخر، سنرى أن يوفنتوس الموسم الجاري جمع 60 نقطة فقط -مع إمكانية الوصول إلى 66 نقطة مع تبقي مباراتين، بينما كان من المتوقع أن يجمع اليوفي 65 نقطة بحسب الفرص المصنوعة والمستقبلة.

على المستوى التهديفي سنجد أن يوفنتوس الموسم الماضي سجل 77 هدفًا من أصل 84 هدفًا متوقعًا، بينما الموسم الحالي اكتفى البيانكونيري بتسجيل 50 هدفًا فقط من أصل 60 هدفًا متوقعًا.

وهذه الأرقام تؤكد أن يوفنتوس تحت قيادة بيرلو كان يتمتع بنجاعة هجومية وتنوع أكبر من الذي قدمه البيانكونيري الموسم الجاري بفارق كبير للغاية.

يوفنتوس صنع فرصًا وكان لديه أهداف متوقعة بمعدل أكبر كثيرًا تحت قيادة أندريا بيرلو، في حين أن الفريق ظهر فقيرًا وغير قادر على صناعة الفرص.

أما على المستوى الدفاعي، فإن يوفنتوس قد استقبل الموسم الجاري 33 هدفًا من أصل 39 هدفًا متوقع استقباله، فيما استقبل الموسم الماضي 38 هدفًا من أصل 38 هدفًا متوقع استقباله.

وتظهر الأرقام أن يوفنتوس حتى على المستوى الدفاعي، والذي يُعد أليجري واحدًا من رواده، ظهر متساويًا مع المدربين واستقبل نفس معدل الفرص والأهداف المتوقعة.

مما سبق نستنتج أن بيرلو، والذي كان مازال في بداية مشواره التدريبي، كان أكثر نجاعة هجومية وخلقًا للفرص في موسمه الماضي كما لم يصبح البيانكونيري أكثر صلابة دفاعيًا حتى مع أليجري.

عودة ماسمليانو أليجري لم تكن موفقة وهو ما أثبته الموسم الأول له في الولاية الثانية، ولم يقدم الإيطالي أي جديد أو مؤشر على تطور أفكاره بل عاد بصورة باهتة أكثر.