موسيماني الإفريقي وموسيمانى المحلي

كتب : مروان الشافعي

الخميس، 19 مايو 2022 11:10 م

shareicon

مشاركه

أصبحت هذه العبارة متداولة كثيراً على الساحة الرياضية منذ فترة ليست بالقصيرة وفي الحقيقة هذه العبارة قد تبدو صحيحة بسبب تباين مستوى فريق النادي الأهلي بين بطولتي دوري أبطال إفريقيا والدوري المحلي.

لكن ضعنا نضع جانباً هذه العبارة ونتعمق أكثر في أسباب انتشار هذه العبارة حتى أصبحت معممة بين جمهور الكرة في مصر.

في الموسم الماضي النادي الأهلي استطاع تحقيق اللقب الإفريقي العاشر في تاريخه والثاني على التوالي بعد تخطيه فرق لها ثقل ووزن كبير جداً في إفريقيا مثل؛ صن داونز، الترجي التونسي ثم كايزر تشيفزر في النهائي، لكن عندما عاد الأهلي لأداء المباريات المؤجلة من الدوري المصري ظهر الفروقات الكبيرة بين البطولتين والذي أدى إلى فقدان نقاط عديدة من فرق في أوسط الترتيب ثم خسارة الأهلي للدوري لصالح الزمالك.

في الموسم الحالي الأمر لم يختلف كثيراً، فالأهلي كعادته سيد أسياد إفريقيا يصل إلى النهائي الإفريقي الثالث على التوالي ليواجه الوداد المغربي بعد تخطيه عقبتي؛ الرجاء المغربي ووفاق سطيف الجزائري، وللموسم الثاني على التوالي عندما يعود الأهلي لمباريات الدوري يفقد نقاط عديدة، لك أن تعلم عزيزي القارئ أن الأهلي حصد ثلاث نقاط فقط في أخر 4 مباريات من أصل 12 ممكنة، بواقع هزيمة وثلاث تعادلات وهو رقم لم يعتاد عليه النادي الأهلي أو جماهيره.

دعونا نتجه للنواحي الفنية بشكل مبسط، المتعارف عليه في الدوري المصري أن النادي الأهلي هو دائماً المبادر، الفريق الذي يهاجم والفريق الذي يصنع اللعب أما المنافس فدائماً يقوم برد الفعل وغلق مساحات الملعب لتصعيب المهمة على الأهلي في التسجيل، وهذا من جانبه أن يسبب صعوبات عديدة للأهلي في خلق الفرص واستغلالها.

أما في إفريقيا فرغم كون النادي الأهلي هو الفريق المرشح لأي مواجهة لكن المنافسين دائماً يكونوا أبطال محليين في بلدهم وعليهم ضغوطات كبيرة بتحقيق الفوز حتى وإن كان على النادي الأهلي البطل التاريخي للبطولة.

فترى الفرق في إفريقيا تقوم بفتح مساحات الملعب واعطاء الأهلي المساحة الأكبر لخلق الفرص واستغلالها وهذا بالطبع يناسب جودة لاعبي الأهلى وإمكانيتهم التي تظهر بشكل أكبر أمام الفرق التي تتيح لك فرصة خلق اللعب في الثلث الهجومي بشكل أسهل وتترك لك مساحات خلف خطوط دفاعها.

النقطة الفنية الثانية هي أن مواجهات الدوريات عموماً تختلف جملة وتفصيلاً عن مواجهات خروج المغلوب، فدائماً مباريات الإقصائيات تلعب على تفاصيل صغيرة جداً ويلعب فيها التوفيق عامل كبير في حسم النتيجة.

هذه النقطة التي اتفق عليها أغلب المدربين في العالم، أن بطولات الدوري دائماً يفوز بها الفريق الأفضل فنياً، لكن ليس بالضرورة أن الفريق الأفضل فنياً يفوز ببطولات خروج المغلوب.

السبب الثالث والأخير في وجهة نظري هو حلم المدير الفني الجنوب إفريقى بتحقيق إنجاز سيخلد باسمه بأحرف من نور في قارة إفريقيا وبين جدارن النادي الأهلي وهو حصد ثلاث بطولات إفريقية على التوالي والتأهل لكأس العالم للأندية للمرة الثالثة على التوالي وهو الذي لم ينجح فيه حتى الفريق الأسطوري للنادي الأهلي بقيادة العراب مانويل جوزيه.

في لعبة كرة القدم دائماً عليك أن تدفع ثمن ما وأن تقوم بتضحيات، من الممكن أن تفقد لقب في المتناول، لكن في النهاية ستصل بك إلى الهدف الأهم والأعظم.

الفرق بين موسيماني إفريقيا وموسيماني الدوري هو الدوافع الحقيقية لتحقيق الأهداف المرجوة.