رئيس التحرير يكتب.. القمة 124.. بداية جديدة للكرة المصرية

كتب : كريم عبد السلام

الإثنين، 20 يونيو 2022 02:23 م

shareicon

مشاركه

كريم عبد السلام رئيس تحرير كورة بلس

كريم عبد السلام رئيس تحرير كورة بلس

القمة 124 بين الأهلى والزمالك أمس كانت فعلا مباراة قمة.. ويمكن القول إنها بداية جديدة للكرة المصرية.

كنا قد فقدنا الروح والشغف والقدرة على المتابعة، نتيجة سلسلة من الإخفاقات على مستوى المنتخبات والأندية وحتى على مستوى إدارة كرة القدم باعتبارها صناعة، وما فقدنا الروح والشغف والقدرة على المتابعة إلا لأننا أضعنا أنفسنا بأنفسنا وهزمنا بأيدينا فى وقت كانت الجماهير المحبة تنتظر لحظة الانتصار بفارغ الصبر.

وفى أحلك الظروف،  وبينما نسخر من أنفسنا كعادة المصريين، خالفت قمة الأهلى والزمالك التوقعات.

كثير من الأمور المفرحة والمبشرة،  تحققت فى القمة الـ124 أمس، أولها أننا اكتشفنا أن اللاعبين المحليين لم ينسوا كرة القدم،  وأنهم يستطيعون أن يقدموا فواصل من الإثارة والمتعة وأن يشعروا الجماهير الغفيرة أمام الشاشات أن لديهم روحا وأنهم يبذلون العرق فى الملعب، ويقاتلون من أجل الفوز.

القمة الـ 124 لم تكن مباراة من طرف واحد، وخرج الفريقان وكل منهما يشعر أنه منتصر، أو حقق هدفه من المباراة، كما باتت جماهير القطبين وهم يشعرون بالانتصار، بعد أن سيطر الأهلى على الشوط الأول وخرج فائزا وسيطر الزمالك على الشوط الثانى وحقق الفوز حتى أدرك صلاح محسن التعادل للأهلى بصعوبة.

القمة 124 شهدت جهدا تكتيكيا وفنيا من كلا المدربين،  طبعا فيريرا البروفيسور استطاع قلب الطاولة على الأهلى بعد أن أدرك أن لاعبى الأحمر تراخوا كالعادة بعد إحراز الهدف الأول وتباطأوا فى استغلال الفرص،  وخط الوسط لم يكن فى حالته، وبالتالى قرر السيطرة على منطقة لمناورات بوسط الملعب ونصب السيرك للأهلى بلاعبين صغار وكرات سريعة على الأرض، مع استغلال المساحات خلف خطوط الأحمر عن طريق شيكابالا.

النقص العددى بين صفوف الزمالك عوضه البرتغالى المخضرم بإعداد أكثر من لاعب من شباب الزمالك، نيمار، يوسف أسامة وسيف جعفر،  ودفع بهم فى المباراة فكانوا عند حسن ظنه وأثبتوا أنفسهم وبذلك قدموا أوراق اعتمادهم كرصيد احتياطى للزمالك هذا الموسم والمواسم المقبلة.

الاكتمال العددى فى صفوف الأهلى كان ظاهريا فقط، وكشف وجود تراجع كبير فى مستوى أكثر من لاعب مهم،  الشناوى ومعلول والسولية وعبد القادر المشغول بتقديم أوراق اعتماده للمسئولين عن الكرة الخماسية،  ونصيحة للمسئولين عن الأهلى: افتحوا الباب لكل من يريد الرحيل، الأهلى أكبر من أى لاعب ويستطيع تعويض أى لاعب،  بالعكس يمكنكم الربح الآن من بيع كثير من لاعبى الفريق النجوم بملايين الدولارات وشراء البدائل من الدورى المصرى فى مراكز متعددة وتصعيد الشباب الموهوب والمعارين فى الخارج.

حان وقت تجديد الدماء، هذا هو الدرس الأول الذى منحته لنا مباراة القمة الـ124، وعلى مسئولى القطبين البحث عن العناصر الشابة الموهوبة والدفع بها لدمجها بسرعة فى قوام الفريق.

كرة القدم لا تعترف إلا بالجهد فى الملعب وبذل العرق، على اللاعب أن يهين نفسه بلغة الكرة،  حتى تعطيه الكرة المجد، أما من يلعبون بالشوكة والسكين، وع الواقف، أو يتصورون أنهم نجوم فوق العادة والملعب سيسمح لهم أن يتمطعوا ويفكروا مرة ومرتين قبل كل لمسة أو تصرف، فهؤلاء ستهتف ضدهم الجماهير قريبا وستقلب صفحاتهم.

ننتظر المباريات المقبلة فى الدورى المصرى الذى يزداد سخونة وإثارة، وننتظر الموهوبين الجدد فى كل الأندية،  الكرة المصرية مليئة بالمواهب ويمكن أن تكون صناعة واعدة جدا تضيف موارد للدخل القومى، إذا صلحت الإدارة.