الرافعات الاقتصادية لبرشلونة.. طوق نجاة ونفق مظلم في نهاية الطريق

كتب : هشام كمال

الإثنين، 25 يوليو 2022 10:09 م

shareicon

مشاركه

ملعب كامب نو الخاص ببرشلونة

ملعب كامب نو الخاص ببرشلونة

قام نادي برشلونة الإسباني في الفترة الأخيرة، بإبرام العديد من الصفقات لفريق الكرة، وذلك على الرغم من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي ضربت الفريق في السنوات الأخيرة، ومنعته من الإبقاء على أسطورته ليونيل ميسي والذي انتقل إلى صفوف باريس سان جيرمان في الصيف الماضي.

صفقات برشلونة:

ولكن في الصيف الحالي، تمكن برشلونة من التعاقد مع عدد من اللاعبين، سواء بشكل مجاني، أو الشراء بشكل نهائي.

حيت تمكن النادي من إعلان التعاقد مع المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي من بايرن ميونخ في صفقة وصلت قيمتها إلى 45 مليون يورو، وذلك بعد فترة من المفاوضات بين الناديين.

كما تمكن برشلونة من التعاقد مع البرازيلي رافينيا قادمًا من نادي ليدز يونايتد الإنجليزي، في صفقة وصلت قيمتها إلى 58 مليون يورو، وذلك بعد فترة من الصراع مع نادي تشيلسي الإنجليزي.

وذلك بالإضافة إلى إعلان التعاقد مع فرانك كيسي بعد انتهاء عقده مع نادي ميلان الإيطالي، كما تعاقد النادي مع اندرياس كريستينسين قادمًا من تشيلسي، وذلك بعد انتهاء عقده أيضًا مع تشيلسي الإنجليزي.

تفعيل الرافعات الاقتصادية:

خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة قام في الفترة الأخيرة، بعقد جمعية عمومية لأعضاء النادي، للحصول على موافقتهم من أجل تفعيل الرافعات الاقتصادية، لإنقاذ برشلونة من وضعه الكارثي.

أعضاء الجمعية العمومية قاموا بالموافقة على تفعيل الرافعات الاقتصادية، وذلك بعد اقتناع أن هذا هو الحل الأمثل للنادي الإسباني، من أجل الخروج من الأزمة الاقتصادية التي يمر بنا العملاق الإسباني.

والرافعات الاقتصادية، تعني أن النادي سيقوم ببيع بعض من حقوقه وأصوله الخاصة لعدد معين من السنوات القادمة، وذلك من أجل توفير الأموال في الوقت الحالي.

أزمة الديون وتسجيل اللاعبين:

عندما استلم خوان لابورتا رئيس برشلونة رئاسة النادي، تم التحقيق في الحسابات المالية للنادي، وذلك من أجل الوقوف على حجم الخسائر والديون على برشلونة.

وبالفعل في شهر مارس 2021، كان الديون على النادي الإسباني وصلت إلى 1.35 مليار يورو، بينما كان يجب على برشلونة دفع 103% من دخل النادي من أجل دفع رواتب لاعبي الفريق.

وبالتالي أصبح النادي متواجدًا في قاعدة 3:1 وهو ما يعني أن النادي عليه توفير 3 مليون يورو أمام كل مليون يورو يتم دفعه كراتب لأي لاعب، ولكن النادي حاليًا نجح في التوصل إلى قاعدة 1:1، وهو تواجد مليون يورو كدخل لكل مليون يورو يتم دفعه كراتب.

لكن أزمة النادي الاقتصادية مازالت مستمرة، لأن هذا وضع النادي قبل التعاقدات الجديدة، وبالتالي أصبح واجبًا على النادي الاستمرار في تحسين أوضاعه الاقتصادية، لتسجيل الصفقات الجديدة.

الرافعة الاقتصادية الأولى:

في الرافعة الاقتصادية الأولى والتي أعلن عنها خوان لابورتا رئيس نادي برشلونة، تمكن النادي من بيع 10% من حقوق البث التليفزيوني الخاصة بالنادي لمدة 25 سنة، لشركة sixth street، في صفقة وصلت قيمتها 267 مليون يورو.

الرافعة الاقتصادية الثانية:

ليعود بعدها برشلونة أن النادي توصل لاتفاق مع نفس الشركة، لتفعيل الرافعة الاقتصادية الثانية، وشراء 15% جديدة من حقوق البث التليفزيوني للنادي الإسباني.

الرافعة الثانية لبرشلونة ستتعدى قيمتها 300 مليون يورو، ومن المتوقع أن تصل إلى 315 مليون يورو، لتحصل شركة sixth street على 25% من حقوق البث التليفزيوني لبرشلونة لمدة 25 سنة.

الرافعة الاقتصادية الثالثة:

التقارير الإعلامية أكدت أن برشلونة كان على وشك تفعيل الرافعة الاقتصادية الثالثة، والتي تعني بيع 49.9% من BLM مقابل 200 مليون يورو يحصل عليها النادي الإسباني.

وBLM تعني بيع الحقوق الخاصة من الشركة التي تدير المتاجر الرسمية للنادي بالإضافة إلى ستوديوهات برشلونة، وبالتالي يصبح هناك مالك جديد لـ BLM ولكن سيتبقى لبرشلونة حق إدارة المتاجر والاستوديوهات.

أكدت بعض التقارير الصحفية أن برشلونة قد لا يضطر إلى بيع هذه النسبة، وذلك بعد إمكانية وجود بعض الحلول للنادي الإسباني في الصيف الحالي.

حل الأزمة:

الحل في الأزمة والذي قد يجعل نادي برشلونة يتخلى عن بيع 49.9% من BLM، وتصل نسبة البيع 25% فقط، هو بيع بعض اللاعبين، وأهمهم على الاطلاق فرينكي دي يونج والقريب من مانشستر يونايتد في صفقة تصل إلى 70 مليون يورو، بالإضافة إلى البحث عن عروض لممفيس ديباي، والذي تعاقد معه النادي في الصيف الماضي.

بيع دي يونج وديباي وغيرهم من اللاعبين، لن يمنع النادي فقط من بيع 49.9%، ولكنه سيسمح للنادي أيضًا تسجيل الصفقات الجديدة هذا الموسم، لأن الفريق سيتخلص من عدد من الرواتب الكبيرة داخل النادي.

نفق مظلم في نهاية الطريق:

بعد تحرك برشلونة الاقتصادي القوي في الصيف الحالي، والتخلص من بعض ديون النادي بالإضافة إلى دعم الفريق بصفقات جديدة، إلا أن الفريق ينتظره نفق مظلم في نهاية الطريق.

وهذا النفق طبقًا لما قالته صحيفة "ذا أثلتيك" هو خسارة 40 مليون يورو سنويًا من حقوق البث لمدة 25 عام، وهي نسبة الـ 25% التي باعها النادي لشركة sixth street.

ولكن برشلونة هدفه الأساسي هذا الموسم، البحث عن للأزمة الاقتصادية في الموسم الحالي، والتعاقد مع صفقات وتدعيم فريق المدرب تشافي، من أجل العودة للمنافسة على البطولات مرة أخرى.

والمنافسة على البطولات والفوز ببعض منها، يعني عودة برشلونة للأضواء مرة أخرى، سواء على مستوى المكاسب المالية العائدة من الفوز بالبطولات، أو عودة الفريق بقوة على المستوى التسويقي مرة أخرى.