"الكأس" التى فاجأت العالم

كتب : إسراء شاكر

الأربعاء، 21 ديسمبر 2022 05:56 م

shareicon

مشاركه

من مِنا لم تخنه توقعاته وآمنياته في نسخة كأس العالم 2022 تلك التي كسرت كل التابوهات المعتادة وهزت صورة الأبطال .. قل لي لو أقسم لك أحد قبل بداية المونديال بأن البرازيل صاحبة الـ92 عامًا في تاريخ البطولة والتي تعود أول مشاركة لها في 1930 وتوجت بـ5 ألقاب ستودع الكأس بتلك الطريقة على يد كرواتيا التي أول ظهور دولي لها على الإطلاق كان أمام أستراليا في 1992.. أترى الفوارق الكبيرة ؟ بالله عليك هل كنت ستصدق هذا الأمر ؟ ولكنه حدث بالفعل وكُنا شاهدين عليه وفي ظل تصدر راقصو السامبا لقائمة المنتخبات المرشحة للتتويج بقيادة تيتي.

أما لو عدنا معًا للوراء وقلبنا في دفاتر كافة نسخ كأس العالم على مر التاريخ بالتأكيد سنجد مفاجآت كثيرة وغير متوقعة فتلك هي طبيعة الساحرة "المجنونة" المستديرة، ومن يعشقها يعرف هذا الأمر جيدًا، ولكنك ستجد مفاجآة مثلُا في كل نسخة ففي 1966 كوريا الشمالية أطاحت بإيطاليا من المونديال، وفي 1990 تغلبت الكاميرون على الأرجنتين حاملة اللقب حينها بقيادة الاستثنائي مارادونا ، أما في 2002 فقضت السنغال على أحلام فرنسا في مفاجآة قوية بافتتاح البطولة وودع الديوك بعدها تلك النسخة .

بالنسبة لي سأطرح لك رأيي وأثق بأنك ستتفق معي بأن نسخة 2022، بكل ظواهرها وأحداثها أثبتت صحة نظرية يجب أن يلتفت لها كل عاشقو كرة القدم بأنه جاء الوقت الذي يجب ألا ننظر فيه ونُقيم المنتخبات وفقًا لتاريخها وماضيها وذكرياتها وأن تلك المباراة الحديثة التي ستجمع المنتخبين أو الناديين يجب أن تكن بالنسبة لنا هي أساس التقييم وليس شئ آخر فما مضى مضى بالفعل فلا داع لحسابات التاريخ ولغلبة الأرقام والإحصائيات والحسابات التي نُدخِل أنفسنا بها دون جدوى، نعم .. الحاضر هو صاحب الكلمة العليا فقط لاغير .. فكم من لاعب مغمور أصبح بطل وكم من منتخب اعتقدنا بأنه سيكون ضيف شرف أطاح بالأبطال المرشحين ولنا في المنتخب المغربي الشقيق عبرة ولك في ليفاكوفيتش حارس كرواتيا الذي يلعب لصفوف دينامو زغرب عبره.. ولك في بلجيكا وألمانيا والبرتغال أكبر عبرة أيضًا تلك المنتخبات التي تضج بالنجوم والأبطال ولكن المحصلة صفر.

فعندما رأينا السعودية تتغلب على الأرجنتين هل أوقف حكم المباراة النتيجة وعاد بالـvar لتاريخ المنتخبين من أجل الحسم ؟ وعندما فازت تونس على فرنسا حاملة لقب 2018 هذا الانتصار التاريخي البعيد عن المنطق هل بالنظر للغة الأرقام والإحصائيات الواهية تأثر الفوز بشئ؟.

وأخيرًا لو تحدثنا وقلنا "ختامها مسك"، فبالتأكيد سيكون التتويج بلقب كأس العالم بعد غياب دام 36 عامًا هو أفضل ختام على الإطلاق للاعب أسطوري مثل ليونيل ميسي ولمشجعي الأرجنتين في مختلف أنحاء العالم، ولكن بالنسبة لدراويش ميسي ومريديه وعاشقيه فأيضًا راودهم الشك لحظات ولحظات بأنهم سيكونوا أبطال المونديال خاصة في ظل وجود طرف فرنسي ناري لم يتنازل عن لقبه بسهولة. 

واستمرارًا لسلسة المفاجآت اللانهائية التي لازمت نسخة مونديال 2022 ، فطالت أيضًا مصير اللاعبين الدوليين الكبار، فتفاجئ الجميع بإعلان كريم بنزيمة اعتزاله الدولي رغم أنه لم يمر عام ولا 3 أشهر حتى على تتويجه بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم، في الوقت الذي أعلن ميسي قراره الغير متوقع بالاستمرار في الدفاع عن ألوان الأرجنتين حيث بدى وأن كأس العالم هو وجبة كروية جديدة على مائدته حركت شهيته للاستمرار في التلاعب بأعصاب منافسيه وتقديم متعته الكروية اللامحدودة واستعراض تلك الموهبة الربانية التي متعنا الله بها، على الرغم من أن الجميع انتظر سماع قرار الاعتزال الدولي منه لتختل كل التوقعات في تلك اللحظات.
أخيرًا .. لا شك وأن نسخة مونديال 2022، قد قلبت كل موازين الكرة حول العالم لنصبح على مشارف عهد جديدة في كرة القدم ولكنه ممتع وخارج المألوف.