بين الهزيمة والعودة.. كيف استعاد كولر هيبته وقاد الأهلي للفوز على الزمالك

كتب : محمد نور

الجمعة، 25 أكتوبر 2024 12:38 ص

shareicon

مشاركه

مارسيل كولر

مارسيل كولر

كان على السويسري مارسيل كولر، المدير الفني لفريق الكرة الأول بالنادي الأهلي، أن يدرك أن مقعده على رأس القيادة الفنية قد يواجه تحديات حقيقية بعد قرابة عامين من توليه المهمة.

ومع ذلك، عاد كولر ليؤكد أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، مُثبتاً مرة أخرى جدارته وثقة جماهير الأهلي التي لطالما وضعتها فيه.

بداية الشكوك والانتقادات

بدأت الانتقادات تتزايد حول كولر بعد خسارة الأهلي أمام الزمالك في السوبر الإفريقي. لم يكن الهجوم على المدرب بسبب الخسارة فحسب، بل بسبب الأداء المتواضع الذي ظهر به الفريق خلال اللقاء.

زادت الأمور سوءًا بعد فوز الأهلي غير المقنع على سيراميكا كليوباترا في نصف نهائي السوبر المصري، وهو الفوز الذي لم يُرضِ عشاق الفريق، مما دفع البعض إلى التشكيك في قدرات كولر والتفكير في استبداله.

الرد الحاسم.. فوز الأهلي بالسوبر المصري

رغم كل الانتقادات، جاء رد كولر قوياً وحاسماً خلال مباراة السوبر المصري أمام الزمالك. تمكن الأهلي من الفوز بركلات الترجيح، لكن هذا الانتصار لم يكن مجرد لقب آخر يُضاف إلى خزائن الفريق. بل كان رسالة واضحة من كولر لجميع من شككوا في قدراته.

هذا الفوز لم يكن سهلاً، ولكنه جاء بفضل تخطيط فني وتكتيكي عالي المستوى من المدرب السويسري، الذي استطاع أن يتحكم في أغلب فترات المباراة، حيث ظهر الأهلي بمظهر هجومي قوي وكان الطرف الأكثر خطورة طوال اللقاء.

قراءة فنية للمباراة

على الرغم من أن الفوز تحقق بركلات الترجيح، إلا أن السيطرة الفنية كانت واضحة لصالح كولر. استطاع الأهلي أن يبني هجماته المنظمة بطريقة تجعل الفريق أكثر شراسة وخطورة.

وقد كانت إحدى المفاجآت الفنية هي إشراك أحمد نبيل كوكا كأساسي، وهو قرار أثبت نجاحه. كوكا لم يكن مجرد مهاجم بل ساهم في الدفاع والهجوم بشكل متوازن، مما أتاح لإمام عاشور فرصة التقدم للأمام، مما أعطى الأهلي حرية هجومية أكبر.

من جانب آخر، منح وجود كوكا في الوسط الحرية ليحيى عطية الله وأكرم توفيق للتقدم على الأطراف وإرسال الكرات العرضية التي شكلت تهديداً كبيراً لدفاع الزمالك.

القرارات الجريئة لكولر

تميز كولر في هذه المباراة بقراراته الجريئة التي أثبتت جدواها. على سبيل المثال، قراره بإراحة اللاعب الفلسطيني وسام أبو علي في مباراة سيراميكا، حيث فضّل تجهيزه لمواجهة الزمالك، كان قراراً حكيماً.

وسام أبو علي قدم مستوى متميزاً وهدد مرمى الزمالك في عدة مناسبات، ليكون أحد أبرز نجوم اللقاء.

كما كانت تبديلات كولر موفقة، خصوصاً في الشوط الثاني عندما دفع بعمرو السولية ومحمد مجدي أفشة لتنشيط خط الوسط بعد ظهور علامات الإرهاق على بعض اللاعبين.

سيناريو ركلات الترجيح

من النقاط التي تُحسب لكولر أيضاً تحضيره الجيد لسيناريو ركلات الترجيح. بدا الفريق مستعداً بشكل نفسي وتكتيكي لهذا الاحتمال، وهو ما ظهر في الأداء القوي والثقة التي أظهرها اللاعبون.

ولا يمكن إغفال دور الحارس محمد الشناوي، الذي تصدى ببراعة لتسديدات الزمالك، ما يُظهر أن هناك تحضيراً دقيقاً لركلات الترجيح ودراسة مميزة للاعبي المنافس.

عودة كولر بثقة أكبر

مارسيل كولر أثبت في هذه المباراة أنه قادر على مواجهة الضغوط والانتقادات وتحويلها إلى قوة تدفعه نحو النجاح. فوز الأهلي بالسوبر المصري أمام الزمالك كان بمثابة تتويج لجهوده وإعادة الاعتبار بعد فترة من الشكوك.

المدرب السويسري أظهر مرة أخرى أنه يتمتع بقدرات تكتيكية عالية وشجاعة في اتخاذ القرارات، ليعيد الثقة إلى نفسه وإلى جماهير الأهلي التي ستظل تسانده طالما استمر في تقديم هذا المستوى المميز.