من الذى لا يحب صلاح!

كتب : إسلام عزت

الجمعة، 14 يناير 2022 07:13 م

shareicon

مشاركه

بالرغم من أن نجاحات وإنجازات محمد صلاح نجم ليفربول ومنتخب مصر يوماً بعد يوم على جميع الأصعدة القارية والعالمية سواء من أهداف أو أرقام قياسية أو جوائز لم يكن بمقدور أحد أن يتخيل أن يحققها لاعب مصري إلا إننا أمام حقيقةً إنه لا يزال عدد كبير في الكرة المصرية لا يحب صلاح حتى وأن أبي أن يعترف البعض.


شيئًا يتضح للعيان يوماً بعد أخر حتى وإن كان الحب شيء غير مرئي بالعين المجردة، فهذا أمر يحتاج للتفسير والمراجعة حتى نقلل من الخجل في نظرات صلاح لنا.


لا يحبه النجوم السابقون الذين تعودوا على حمل حقائبهم في أوروبا كل فترة انتقالات خوفًا من العودة بخيبة أمل وفشل وعاشوا لسنوات يبيعون الوهم على أنهم كانوا نجوم الشباك في أوروبا ويحكوا لنا قصص عن أساطير لم تتحقق ولم تحدث فأطلقنا عليهم العالمي والأوروبي والفرنجة وملك البلطيق والبطريق وبلاد الشاورما حتى هدم صباح كل تلك الأصنام وكأن كل ما قبله لم يكن، هدم سنوات من تمجيد الأهداف القليلة للمحترفين المصريين نقلناها عبر البلوتوث وتغنينا بها وجعل الأرقام والأساطير والأهداف أمرًا معتاداً وتقليله منه أمرًا سخيفا.


لا يحبه البعض لأنه كلما زاد نجمه قل أمامه بريقهم حتى سمعنا جملة أحدهم الذي أدعي العالمية أنه يتعلم فن المعاملة لأنه لم يكن للكرة المصرية نجماً من قبل مثل صلاح، فسارعوا بتعلم الحقوق للاعبين والتسويق والاحترام للمنتخب الوطني بعد سنوات من الإهمال، لنعرف من صلاح أنه لم يكن هناك مسؤول يستحق مكانته وموضعه.


لا يحبه الفلاسفة الذين دأبوا على المقارنات وأضاعوا عمرهم في محاولة حصر لقب الأفضل في الكرة المصرية بين لاعبين سجلوا 10 أهداف في البريميرليج أو هدف في الصفاقسي أو كوتوكو أو باحتراف ناقص وعاجز، جاء ليحطم كل النظريات بالأهداف والبطولات والأرقام القياسية قائلاً : "مزق دفاترك القديمة كلها وأكتب لمصر اليوم شعراً مثلها".


لا يحبه مدعي الوطنية الذين عاشوا سنوات يزعموا أنهم ناضلوا من أجل البلاد والكرة المصرية، فجاءت بلده قبل اسمه وأهازيج "الملك المصري" في مدرجات أنفيلد لتؤكد أن الأكثر خدمة وحبًا للوطن هو الذي بذل كل نقطة عرق من أجل رفعة نفسه ليسبقه معه وطنه فيكون المصري محمد صلاح أفضل لاعب في العالم.


لا يحبه مدعي الشهرة وأصحاب البرامج صغيرة الأفق الذين يعلموا أن صلاح لن يرفع عليهم سماعة الهاتف أو يعطيه خبر ليجني منه ملايين الأرقام في السوشيال ميديا الذي هو نجمها الأول.


لا يحبه صانعي الفتنة وصغائر القوم الذين شتان ما حاولوا التقليل منه لصالح نجوم أخرين لم يحققوا ربع مجده من أجل محاولة خلق أصنام دينية كروية تصبح هى الأكثر تأثيرًا فجروا اسم صلاح في صراعات دينية ترفع عنها وكان اسمه ولعبه وأخلاقه سبباً في دخول العديد من الغرب إلي الإسلام أو على الأقل تقليل حدة العنف عكس آخرين الذين حشروا معتقداتهم عنوة في مستطيل أخضر لا يترجم إلا الأهداف فقط في الشباك.


وحقيقة فلا يحبه أغلب الجماهير المصرية لأنه رفض أن يعلن انتمائه وفضل العرفان بجميل نادي المقاولون العرب في مسيرته، لم ينصر طرف على حساب الأخر حتى يخرجوا ألسنتهم وتبدأ عملية الاستفزاز، ليبقوه دومًا في مقارنة مع أنصاف النجوم ولم تشفع له ألقاب الريدز أمام هدف لنجم الفريق في ليلة باردة في المحلة.


أخيراً لماذا لا نحب صلاح! لأنه تعدي كل أحلامنا وطموحاتنا، من الاحتراف في الفرق المتوسطة أو تغيير "باورات" اللاعبين المصريين في البلايستيشن أو لاعب نحدثه يوميًا في البرامج أو يكسر هيمنة أحد القطبين، للاعب نفاضل بينه وبين ميسي ورونالدو وبنزيما وليفاندوفسكي وننسي أنه مصري ينتمي إلي نفس الأرض وتربى تحت السماء ذاتها، لماذا لا نحبه! لأنه لم يعد يشبهنا لم نكن نتخيل أن يكون لدينا أفضل لاعب في العالم يوماً ما، فتضائل كل ما قبله وربما لا يكون لدينا آخر بعده!.. لا نحبه ولكن يقيناً هو يحبنا !