من الدرجة الثانية لثلاثية تاريخية.. كيف أصبح مانشستر سيتي القوة المهيمنة بإنجلترا وأوروبا؟

كتب : محمد نور

الإثنين، 03 فبراير 2025 09:05 م

مشاركه

مانشستر سيتي

قبل 22 عامًا، كان مانشستر سيتي يواجه صعوبة كبيرة في دوري الدرجة الثانية، يتعرض لهزائم متكررة من فرق أقل مستوى، بينما كان غريمه مانشستر يونايتد يحقق الألقاب الكبرى ويستمتع بالثلاثية التاريخية.

لكن في 2025، تغير المشهد بشكل جذري، حيث أصبح مانشستر سيتي القوة المهيمنة في إنجلترا وأوروبا، محققًا البطولات المحلية والدولية تحت قيادة المدرب الإسباني بيب جوارديولا. فما الذي حدث لتحويل مصير النادي بهذا الشكل؟

الاستثمار الذي غيّر مصير مانشستر سيتي

في عام 2008، استحوذ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على مانشستر سيتي في صفقة غيرت تاريخ النادي.

هذا الاستثمار الضخم الذي تجاوز 1.5 مليار جنيه إسترليني، كان بداية لمرحلة جديدة في تاريخ النادي. تم تجديد وتطوير البنية التحتية بشكل شامل، حيث تم توسيع ملعب الاتحاد ليتسع لـ 55 ألف متفرج، كما تم بناء أكاديمية حديثة لتطوير اللاعبين الشبان.

لم يتوقف الأمر هنا، بل بدأت الإدارة في استقطاب أفضل اللاعبين من مختلف أنحاء العالم لتعزيز الفريق، مما ساعد في جعل سيتي في مقدمة الأندية الإنجليزية والأوروبية.

إنجازات بدأت من 2012

في عام 2012، بعد غياب دام 44 عامًا، حقق مانشستر سيتي أول ألقابه في الدوري الإنجليزي الممتاز، وكان ذلك عبر هدف أجويرو الشهير في الدقيقة 94 أمام كوينز بارك رينجرز، ليكتب صفحة جديدة في تاريخ النادي.

منذ ذلك الحين، بدأ سيتي في فرض سيطرته على الساحة المحلية، حيث تمكن من الفوز بالدوري الإنجليزي عدة مرات بين 2018 و2025، بالإضافة إلى تحقيق ألقاب أخرى مثل دوري أبطال أوروبا مرتين، وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة في مناسبات متعددة.

سيطرة جوارديولا التكتيكية

منذ أن تولى بيب جوارديولا تدريب مانشستر سيتي في صيف 2016، أصبح الفريق أكثر قوة وشراسة على أرض الملعب. جوارديولا، الذي جاء بعد فترات تدريبية ناجحة مع برشلونة وبايرن ميونيخ، طبق فلسفته الخاصة في كرة القدم مع السيتي، والتي اعتمدت على الاستحواذ على الكرة، والضغط العالي على الخصوم، والابتكار التكتيكي.

ومع ذلك، لم تقتصر إنجازات جوارديولا على الفوز بالألقاب فقط، بل استطاع تحقيق أرقام قياسية غير مسبوقة في الدوري الإنجليزي، مثل جمع 100 نقطة في موسم 2017-2018، وتحقيق أكبر فارق نقاط مع الوصيف وأكبر عدد من الانتصارات والأهداف في موسم واحد.

مانشستر سيتي في 2023.. ثلاثية تاريخية

عام 2023 كان نقطة فارقة في تاريخ النادي، حيث أصبح مانشستر سيتي أول فريق إنجليزي يحقق الثلاثية (دوري أبطال أوروبا، الدوري الإنجليزي، وكأس الاتحاد). هذا الإنجاز التاريخي وضع الفريق في مصاف كبار الأندية الأوروبية وأكد على قوة النادي وتفوقه في مختلف المسابقات.

جوارديولا: العلامة الفارقة في تاريخ النادي

في 1 فبراير 2025، مرّت 9 سنوات على توقيع بيب جوارديولا عقده مع مانشستر سيتي، وهي فترة شهدت العديد من الإنجازات الاستثنائية. خلال هذه السنوات، قاد جوارديولا الفريق إلى 18 لقبًا، من بينها 6 ألقاب للدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى تحقيق دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي في 2023.

كما فاز جوارديولا بكأس الاتحاد الإنجليزي في 2019 و2023، وكأس الرابطة 4 مرات، فضلاً عن فوزه بالسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية في 2023.

أرقام جوارديولا مع الفريق كانت مذهلة: 507 مباريات في مختلف البطولات، مع تحقيق 360 فوزًا، 74 تعادلًا، و73 خسارة. كما سجل الفريق تحت قيادته 1241 هدفًا، واستقبل 438 هدفًا، ليصبح المدرب الإسباني أحد أبرز الشخصيات في تاريخ النادي الإنجليزي.

الإنجازات الشخصية لجوارديولا

مسيرة مذهلة مع السيتي في 1 فبراير 2025، مرّت 9 سنوات على توقيع بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي. تحت قيادته:

حقق 18 لقبًا مع النادي، أبرزها:

6 ألقاب للدوري الإنجليزي.

دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي (2023).

كأس الاتحاد الإنجليزي (2019، 2023) وكأس الرابطة 4 مرات.

السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية (2023).

إحصائيات جوارديولا مع سيتي

507 مباريات.

360 فوزًا، 74 تعادلًا، 73 خسارة.

1241 هدفًا مسجلًا و438 هدفًا مستقبلاً.

المسيرة مستمرة لجوارديولا

جوارديولا سيستمر مع مانشستر سيتي حتى صيف 2027 بعد تجديد عقده في بداية الموسم الحالي.

هذا التمديد يعكس العلاقة المميزة بين المدرب والنادي، حيث يرى الجميع أن جوارديولا هو أحد أعمدة النجاح المستدامة التي بناها مانشستر سيتي.

في الختام فإن مانشستر سيتي، الذي كان يعاني في دوري الدرجة الثانية قبل أكثر من 20 عامًا، تحول إلى أحد الأندية الأكثر نجاحًا في العالم.

فبفضل استثمار ضخم، تخطيط استراتيجي، ورؤية مستقبلية واضحة، استطاع النادي أن يتصدر الساحة المحلية والدولية. وقد أصبح جوارديولا جزءًا أساسيًا من هذه القصة، ليكتب مع السيتي أحد أكبر قصص النجاح في تاريخ كرة القدم.