من معاناة الطفولة لمدرب استثنائي - قصة ميرون موسليتش الذي أقصى ليفربول من كأس الاتحاد

كتب : مهاب ممدوح

الإثنين، 10 فبراير 2025 02:52 م

shareicon

مشاركه

ميرون موسليتش

ميرون موسليتش

"لقد أصبحنا لاجئين بين عشية وضُحاها، واجهنا إبادة جماعية في قلب أوروبا"، تلك الكلمات التي وصفت معاناة ميرون موسليتش، مدرب فريق بليموث أرجايل الذي يتواجد في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، ونجح في إقصاء ليفربول من كأس الاتحاد، بالفوز بهدف دون رد.

قصة اللاجئ الذي تحول لمدرب استثنائي

عام 1992، تحديدا في مدن البوسنة، حاصر الصرب كل المواطنين، مما جعلهم مضطرين للهروب إلى النمسا، وبالفعل كان ميرون وقتها يبلغ من العمر 8 سنوات، ورحل مع عائلته إلى النمسا، ليصبح من اللاجئين.

أصبحت النمسا الموطن الثاني، للطفل الذي يبلغ من العمر 8 سنوات، بعدما فر هاربا من موطنه الأصلي بحثا عن النجاة، مع والدته عاملة النظافة، ووالده الذي كان يعمل في الفنادق، بحثا عن دفع إيجار منزل صغير في النمسا.

ورغم تلك المعاناة، يقول ميرون إنه عاش طفولة سعيدة، بسبب تضحية والده ووالدته، وعرف معنى التضحية من خلالهما، حيث وفر الثنائي للابن وشقيقته تعليم مميز، لذلك أوضح المدرب أن كرة القدم "فقاعة"، مشددا على أن الحياة الواقعية أصعب كثيرا، ولذلك يحاول نقل تلك الرسالة للاعبين الشباب، الذين لا يعرفون معنى المعاناة، ولذلك ينصحهم دائما بالحفاظ على موهبتهم، والتضحية من أجل الظهور بشكل أفضل، فالحياة الحقيقية أصعب كثيرا من لعب مباراة كرة قدم.

كان منزل المدرب في الصغر عبارة عن غرفة ضيقة، بها أشخاص آخرين من البوسنة وكرواتيا وصربيا وتركيا، وفي الغرفة خزانة ملابس واحدة ومغسلة، لقد كان الحل الأرخص بالنسبة لوالده لتوفير الأموال، وكان يتقاسم المرحاض مع غرباء.

كانت كرة القدم الوسيلة الوحيدة للمدرب للاستمتاع في طفولته، فكان يتواجد في أندية الهواة، وكان مُغرم بيورجن كلوب مدرب ليفربول السابق، وبسبب فقر عائلته، لم ينجح في التواجد بناد كبير، ليكبر ذلك الطفل ويعوض ما تخطاه من أحلام حيث كان يريد أن يكون لاعبا، ولكن عوض الأمر بتواجده كمدرب، حتى وصل لتدريب فريق بليموث وحقق الإنجاز الاستثنائي التاريخي، وأقصى ليفربول من كأس الاتحاد، بالفوز بهدف دون رد.