عفوًا ياعزيزي هن قادمات.. الكرة النسائية المصرية من أين وإلى أين؟!
كتب : حاتم شعبان
الخميس، 18 مايو 2023 04:16 م
عزيزي القارئ في البداية عليك أن تعرف كيف بدأت كرة القدم النسائية في مصر والتي لم يكن لها صاحب ولا داعم في رحلة التأسيس، والتي لم تلق في بداية الفكرة أو الشرارة الأولى لتكوينها اهتمام الاتحاد المصري لكرة القدم وكذلك الأندية سواء الجماهيرية أو الشركات وكذلك المؤسسات في ذلك التوقيت، وانطلقت رحلتها في مصر من الشوارع ثم حاول البعض تطوير الفكرة وتحسينها بتكوين فرق من الهواة، ثم ظهرت بعد ذلك في المدارس المشتركة والجامعات والمعاهد المختلفة، وكانت الأندية في ذلك الوقت تخشى من المجازفة بتكوين فرق للسيدات خوفا من نظرات المجتمع، رغم تواجد في ذلك التوقيت عدد كبير من فرق السيدات في الألعاب الجماعية المختلفة، وكان في أهمها ومقدمتها فرق للكرة الطائرة وكرة اليد.
مع النصف الثاني من التسعينيات بدأ الاتحاد المصري في حقبة الرئيس الأسبق محمد سعيد السياجي، والذي تقلد منصب رئاسة الجبلاية مطلع يونيو 1996 قبل رحيله في أغسطس من العام ذاته، في العمل على تشكيل وتكوين أول منتخب مصري للكرة النسائية، استعدادا للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية 1998 التي أقيمت في نيجيريا، ولم تحقق مصر حينها أي فوز وعادت من البطولة خالية الوفاض تماما، ولكن بدأ ظهور اسمها على ساحة المحافل الدولية المختلفة في ذلك التوقيت، بفضل لاعبات وجيل صار بعد ذلك العماد الأساسي للكرة النسائية المصرية.
بدأت الكرة النسائية مع نهاية التسعينيات تظهر لـ "النور نسبيا"، ولم يترك مسؤولو اتحاد الكرة وقتها بابا إلا وقد طرقوه، في رحلة تجوب المحافظات شمالا وجنوبا في ذلك الوقت، من أجل نشر اللعبة والمشاركة في افتتاح المشاريع القومية، بخوض مباراة استعراضية تارة، وعمل دورات تشجيعية للحث على أهمية المشاركة في هذه اللعبة تارة أخرى، وكان أهمها في ذلك التوقيت المحافظات البحرية وأقيمت أول مباراة استعراضية في محافظة بورسعيد بحضور محافظها وبعض النواب، والذي كانت وقتها الكرة النسائية أحدث مواليد اتحاد الكرة.
ومع مطلع الألفية الجديدة حاول البعض من نجوم الفن والرياضة، وبعض النواب آنذاك في دعم الفكرة في البداية، وباءت حينها جميع المحاولات أيضا بالفشل، لرفض المجتمع هذه الرياضة، والتي اقتصرت في ذلك التوقيت على كونها لعبة للرجال فقط ولاعباتها يتشبهن بالذكور، وبدأ في ذلك التوقيت اتحاد الكرة في الضغط على الأندية الجماهيرية، من أجل تأسيس فرق للكرة النسائية، حتى تضاهي وتجاري الألعاب الجماعية المصرية الدول المتقدمة في أوروبا.
في بداية الأمر لم تستجب الأندية إلى طلبات اتحاد الكرة سوى العثمانيين وانطلقت الشرارة الأولى من نادي الإسماعيلي، ولكن الفكرة لم تستمر طويلا، فتم إلغاء نشاط الكرة النسائية بعد الموسم الأول، وحتى كتابة هذه السطور رغم مرور 24 سنة على تكوين الفريق، الذي يعد واحدا ممن ساهموا في تقديم اللعبة للجماهير بصفته واحدا من أعرق الأندية الجماهيرية المصرية، ثم بدأت الأندية بعد ذلك تسير على نهجه وأولهم جولدي والذي أصبح بعد ذلك فريق وادي دجلة والمستمر حتى وقتنا هذا.
منافسات دوري كرة القدم النسائية في مصر انطلقت للمرة الأولى موسم 2000/1999، ولم تكن هناك أندية شعبية سوى النادي الإسماعيلي، الذي شارك بفريق من البنات بطموحات كبيرة سرعان ما انتهت، وفي مطلع عامي 2005-2006، بدأت بعض الأسماء الجديدة في عالم الكرة النسائية تظهر وفي مقدمتها أندية "سموحة وجولدي ووادي دجلة والطيران"، لكن لم يستمر الثنائي الأول طويلا فقد اختفيا بعد مرور عامين فقط، على تأسيسهم واستمرت دجلة والطيران ليكتبوا تاريخا جديدا في كتاب الكرة النسائية حتى وقتنا هذا، فنجح الأول في حصد 14 دوريا محليا، ونجح الثاني في التتويج بنسختي عامي 2004-2018,2005-2019.
أما في الخمس سنوات الماضية، بدأت الكرة النسائية تسير بخطى سريعة بعد أن كانت الأندية في مختلف البلدان، حول العالم تعاني من قلة الاهتمام على كافة الأصعدة وفي مقدمتها إهمال وسائل الإعلام المختلفة سواء المرئية أو المسموعة بها، ولكن ها هو المشهد قد تغير تماما وأصبحت اللعبة تضرب وتحقق أرقاما قياسية غير مسبوقة، بل وتتفوق على مباريات الرجال في شتى الدوريات العالمية والعربية، فيبدو لنا وأن هؤلاء الفتيات قد أقسمن بأنهن بمجرد حصولهن على الفرصة، سيضربن الأخضر واليابس من أجل إثبات استحقاقهن، وكسر تلك التابوهات الذكورية، التي طالما تقول بأن كرة القدم هل لعبة للرجال فقط... عفوا يا عزيزي هن قادمات.
اخر الاخبار
احدث الفيديوهات
الإثنين، 29 مايو 2023 06:34 م
الإثنين، 29 مايو 2023 12:01 م