الفيلسوف والاسبيشيال وان وجهان لعملة واحدة

السبت، 20 مايو 2023 01:12 ص

shareicon

مشاركه

في عالم كرة القدم تختلف الطرق والوسائل، لكن دائماً ما يكون الهدف واحد وهو الفوز بالبطولات، خلال الطريق تختلف دوافع المدربين في اتخاذهم طرق مختلفة سعياً في تحقيق الهدف المأمول، فهناك من يميل لطرق اللعب التي تجلب الهيمنة وهناك من يميل لطرق تجلب المتعة وهناك من لا يأبه بشئ إلا بالتتويج في أخر المشوار بالبطولة المشارك فيها.

دعونا نتحدث الآن بشكل أوضح.. هل يهم طريقة الفوز أم الفوز ذاته ؟ هل التتويج بشكل جمالي يعطي رونق للبطولة أكثر من التتويج بها بشكل مكيافيللي؟

في الأيام الأخيرة رأينا النقيضيين، رأينا الهيمنة الكروية والسيطرة بطول الملعب وعرضه، رأينا ما يقارب الكمال الكروي على يد كتيبة الفيلسوف بيب جوارديولا وفي اليوم التالي رأينا ترك تام للكرة، رفض تام لخلق أي فرصة، استحواذ بنسبة لا تتخطى الـ٣٠٪؜، صفر تسديدات على المرمى ومدافعة عن التقدم بنتيجة ١-٠ كل هذا على يد رجال الاسبيشيال وان جوزيه مورينيو.

كان الشيء الوحيد المشترك ما بينهم هو أن الإثنين حققوا الهدف وهو الوصول إلى النهائي في البطولة الأوروبية، جوارديولا في دوري الأبطال ومورينيو في الدوري الأوروبي.

سيظهر كثير من المشككين للأسلوبين، فهناك من يصف أسلوب جوارديولا بالمبالغ فيه ومن يصف أسلوب مورينيو بالقاتل للمتعة، دائماً سيبحث البعض عن أسباب للتشكيك، لكن النقطة المفصلية بنسبة لي في هذا الموضوع أن كل منهم يستمتع بأسلوبه الكروي، كما هناك فئة تستمتع بالاستحواذ، هناك أخرى تعشق الدفاع وغلق المساحات.

في نهاية الأمر، جوارديولا أو مورينيو لا يبحثوا عن مضايقات للجمهور، هم فقط اثنين من عوالم كروية مختلفة كل منهم يبحث عن النجاح بطريقته الخاصة التي يُجيدها وقد لا يُجيد غيرها فلا تطلب من أحدا ما لا يستطيع تقديمه لأنك فقط تفضل أسلوب عن أخر.

لا تطلب من بيتهوفين أن يرسم الموناليزا ولا تطلب من داڤينشي أن يعزف لك البيانو.

استمتع بالأسلوبين أو فقط شاهد أسلوبك المفضل.