الأظهرة بين الماضي والحاضر

الإثنين، 28 أغسطس 2023 01:26 م

shareicon

مشاركه

يعيش العالم الكروي الآن حالة من التغير في التعامل مع لقب الظهير، ‏ففي الثمانينات والتسعينات وأيضا الألفينات كان كثير من الفرق و المدربين يتعاملوا ‏مع الظهير على انه مدافع ‏إضافي و يقتصر دوره فقط على الدفاع و التغطية العكسية و المساندة مع قلوب الدفاع في عمليات الخروج بالكرة في بعض الأحيان، لكن كان هناك بعض من الاظهرة الذين غيروا هذا المفهوم الدفاعي عن مركزهم و أصبح دورهم الهجومي لا يقل بل ‏وفي بعض الأحيان يزيد عن دورهم الدفاعي ولكن كان ذلك نابعاً من امكانياتهم الخاصة وتمردهم في بعض الأحيان على قرارات المدير الفني.

‏ففي الثمانينات والتسعينات ظهر الظهير ‏الهجومي وهو ربيع ياسين الذي كان مفتاح لعب مهم جداً للنادي الأهلي والمنتخب الوطني في ذلك التوقيت ثم فى الالفيات ظهر الظهير الهجوم مرة أخرى عن طريق توظيف محمد بركات في مركز الظهير الأيمن و الاعتماد على سيد معوض كظهير هجومى أيسر وفي الوقت الحالي يعتبر ‏اهم مفتاح لعب للقطبيين هم علي معلول وهو ظهير أيسر وأحمد أبو الفتوح وهو أيضا ظهير أيسر.

‏لكن كعادة الدوريات الأوروبية و خصوصاً الدوري الإنجليزي فهو يظهر لنا كل موسم فكرة و نمط جديد يثري به الكرة الحديثة، ‏والفكرة الأهم التي ظهرت هذا الموسم حتى الآن هو الظهير الوهمي.

‏الظهير الوهمي هو حين يترك الظهير الخط ويدخل إلى عمق الملعب ليشكل زيادة عددية في عملية تطوير الهجمة في الثلث الثاني من الملعب، ‏وهو في أغلب الأوقات يكون اللاعب الحر في هذه الحالات والذي يتم الاعتماد عليه في خلق زيادة عددية و تمرير باصات عميقة بين قلوب دفاع وفي انصاف المساحات للفريق الخصم.

‏من أشهر المدربين في استخدام هذا النمط هو مايكل أرتيتا مدرب ارسنال الذي يعتمد على لاعب نص ملعب في الأساس و هو توماس بارتي ليكون ظهير أيمن في الحالة الدفاعيه ثم ينتقل لقلب الملعب مرة أخرى ويعود لمركزه كلاعب خط وسط لخلق زيادة عددية نوعية في عملية التطوير الهجمة.

‏لكن هناك بعض المدربين يميلون إلى التطرف في هذه الفكرة ومنهم المدرب الأسترالي إنجي مدرب نادي توتنهام الجديد والذي يميل إلى فكرة استخدام الظهيرين في نفس التوقيت للدخول سوياً إلى قلب الملعب وبالتالي يحرر لاعبين خط الوسط ليكونوا مهاجمين إضافيين يشغلوا انصاف المساحات .

أعتقد أن هذه الفكرة ستغزو الكرة الإفريقية والآسيوية قريباً جداً لأنها تضمن زيادة نوعية في أهم منطقة في الملعب ولكن عليك أن تفطن لمشاكل هذه الفكرة في التحولات الهجومية إذا لم تستطع الحفاظ على الاستحواذ بشكل كبير.