تحليل.. معركة الأفكار بين توخيل وكلوب في قمة تشيلسي وليفربول

كتب : هشام كمال

الإثنين، 03 يناير 2022 01:25 ص

shareicon

مشاركه

انتهت قمة الجولة من الدوري الإنجليزي بين تشيلسي وليفربول بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق، في مباراة شهدت صراع من الأفكار بين أصحاب الجنسية الألمانية توماس توخيل ويورجن كلوب.

كل مدرب كان يحاول دائمًا أن يفرض أفكاره على الآخر، وفي نفس الوقت يحاول أن يحرم الخصم من أهم أسلحته، ولكن بعض الأخطاء الفردية مع قلة تركيز في بعض اللحظات كانت السبب في الأهداف.

الأخطاء وقلة التركيز متواجدة في كرة القدم، لا يوجد فريق يتمكن من التركيز لمدة 90 دقيقة، ولا يرتكب لاعبوه أخطاء، تسمح للخصم الوصول إلى المرمى، وهو ما حدث بين توخيل وكلوب.

خدعة توماس توخيل:

حاول توخيل أن يستغل نقطة القوة لليفربول في أن تكون نقطة ضعفه والثغرة التي يهرب منها إلى مرمى الريدز، نقطة قوة ليفربول هي على الأطراف، سواء بوجود أرنولد، أو روبرتسون الغائب، أو تواجد تسيميكاس البديل في المباراة.

توخيل أعطى تعليماته للثنائي بوليسيتش وماونت بالتواجد بشكل دائم في المساحة بين ظهير ليفربول وقلب الدفاع، فدائمًا كنا نجد بوليسيتش يتواجد بين تسيميكاس وفان دايك، بينما يتواجد ماونت بين أرنولد وكوناتيه.

هدف توخيل أن يقوم بوليسيتش وماونت بإجبار أظهرة ليفربول على التواجد بداخل الملعب، وعدم التغطية على الأطراف، وذلك حتى يسمح للأجنحة المتأخرة أزبيلكويتا وماركوس ألونسو بالتقدم.

في الشوط الأول، كنا نجد تشيلسي يقوم بتجميع اللعب في جهة، ثم بكرة طويلة عكسية تصل الكرة إلى أزبيلكويتا أو ألونسو من أجل الاختراق في المساحة خلف أرنولد أو تسيميكاس، بعدما قام الثنائي ماونت وبوليسيتش بسحبهم للداخل.

ساعد تشيلسي على هذه الطريقة تعليمات كلوب لماني وصلاح، بالضغط بشكل دائم، حيث يضغط الأول على تشالوبه بينما يضغط الثاني على روديجير، وذلك من أجل منع تشيلسي من بناء الهجمة من خط الدفاع.

حل كلوب:

ولكن بعد نصف ساعة واختراق تشيلسي الدائم خلف الأظهرة، قام يورجن كلوب عن طريق مساعده بتوجيه التعليمات إلى ماني تحديدًا، بالعودة لمساندة تسيميكاس، وبالتالي يتمكن ميلنر من القيام بمهامه في وسط الملعب الدفاعي مع فابينيو، وبالتالي يصبح لهيندرسون الإمكانية من أجل مساندة أرنولد على الجانب الأيمن.

مع تعليمات لجوتا بالعودة لمنتصف الملعب للضغط على كوفاسيتش على كان محور لعب تشيلسي الأساسي طوال الشوط الأول تقريبًا، ولكن التعليمات كانت واضحة لصلاح بعدم العودة ويستمر في الضغط على روديجير ومنعه من المشاركة في بناء اللعب.

بعدها عاد ليفربول للضغط من منتصف الملعب، وذلك في محاولة لتقريب الخطوط، وعزل وسط ملعب تشيلسي كوفاسيتش وكانتي المتفوقان على ثلاثي ليفربول في وسط الملعب.

ومع تقارب خطوط ليفربول يحاول أن يقلل المساحات على الأطراف التي خلقها توخيل طوال الشوط الأول.

حرمان صلاح من الخطورة:

كما كان صلاح سبب في إخراج روديجير من عملية بناء اللعب لتشيلسي والتقدم لمساندة وسط الملعب، كان روديجير سببًا أيضًا في التقليل من خطورة صلاح في الكثير من فترات المباراة.

حيث كانت هناك مباراة خاصة بين الثنائي طوال المباراة، والمرة الوحيدة التي تمكن فيها صلاح عن طريق أسلوب لعب ليفربول وليس عن طريق الأخطاء الدفاعية.

وهي عندما تقدم أرنولد بمساندة من هيندرسون، واضطر روديجير للخروج للضغط، وبالتالي ترك صلاح الذي تمكن من مراوغة ألونسو وإحراز هدف ليفربول الثاني.

الضغط على حامل الكرة:

المعروف عن ليفربول هو اعتماد على الضغط العالي، والضغط العكسي عند فقدان الكرة من أجل حرمان الخصم من بناء الهجمة واستغلال الأخطاء.

حاول ليفربول القيام بهذه الطريقة في أول نصف ساعة، ولكن كما شرحنا مع وجود مساحات على الأطراف عاد ليفربول للضغط من نصف ملعبه.

ولكن العكس هو ما حدث في تشيلسي، توخيل اعتمد بشكل كامل على الضغط العالي بثلاثي الهجوم، مع استغلال بطئ كوناتيه في التمرير، وعزل فان دايك عن بناء اللعب الذي اهتم بتأمين تسيميكاس، بينما انشغل ارنولد بإيقاف ماركوس ألونسو والمساحات المستمرة التي خلقها تحركات ماونت وبوليسيتش.

في الشوط وتحديدًا مع نزول جورجينيو، سيطر تشيلسي بشكل كبير على الكرة في وسط الملعب، وبالتالي لم يكن من ليفربول سوى العودة من أجل تأمين الأطراف وعمق الملعب.

وبالتالي حاول ليفربول أن يعتمد على التمريرات الطويلة واستغلال سرعة صلاح وماني، وبالفعل تألق ميندي أمام الثنائي في أكثر من كرة.