"صلاح" الفرعون المصري الذي حطم أساطير كرة القدم

كتب : محمد نور

الأحد، 18 أغسطس 2024 07:23 م

shareicon

مشاركه

في عالم كرة القدم، قليلون هم الذين استطاعوا تجاوز حدود النجومية ليدخلوا دائرة الأساطير، وأقل من هؤلاء من تمكنوا من كسر تلك الأساطير وتحطيمها ليصبحوا هم أنفسهم أساطير جديدة. محمد صلاح، النجم المصري، هو واحد من هؤلاء القلائل الذين أعادوا تعريف ما يعنيه أن تكون لاعب كرة قدم عظيمًا.

رحلة من نجريج إلى أعظم ملاعب أوروبا

من قرية نجريج الصغيرة في دلتا النيل، انطلق محمد صلاح في رحلة لم تكن لتخطر على بال أي متابع لكرة القدم، بدأت خطواته الأولى في نادي المقاولون العرب، ليلفت الأنظار بموهبته وسرعته ومهاراته الفائقة. لكن ما كان ينتظره على مسرح الكرة الأوروبية كان أكبر بكثير مما حلم به أي شاب مصري في سنه.

صلاح لم يكتفِ بأن يكون لاعبًا جيدًا في أوروبا. بعد فترة متوسطة النجاح في تشيلسي، انتقل إلى فيورنتينا ثم روما، حيث بدأ في كتابة أولى صفحات مجده، ولكن كان انتقاله إلى ليفربول في 2017 هو الحدث الذي غيّر كل شيء. في ليفربول، لم يصبح صلاح مجرد نجم، بل أصبح رمزًا وأيقونة كروية.

تحطيم الأساطير وتحقيق المستحيل

على مدار مسيرته مع ليفربول، لم يتوقف صلاح عن تحقيق الأرقام القياسية. أصبح أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي يسجل في تسع مباريات افتتاحية متتالية. تجاوز عمالقة مثل فرانك لامبارد وآلان شيرر ووين روني ليصبح الأكثر تسجيلًا في أول مباراة بالدوري الممتاز.

صلاح لم يتوقف عند هذا الحد. حطم الرقم القياسي للهدافين الأفارقة في الدوري الإنجليزي، متجاوزًا ديدييه دروجبا، وأصبح أكثر اللاعبين الأفارقة صناعة للأهداف. بفضل إنجازاته المذهلة، تحول صلاح إلى رمز للعطاء والإصرار في عالم كرة القدم، وأثبت أن النجاح ليس مجرد صدفة، بل هو نتاج للعمل الجاد والتفاني.

ما يميز صلاح عن غيره من اللاعبين هو تأثيره الذي يتجاوز حدود الملاعب. في مصر، أصبح صلاح مصدر إلهام لملايين الشباب. يمثل قصة نجاح استثنائية لشاب مصري استطاع أن يصل إلى قمة كرة القدم العالمية. في المجتمع الدولي، يتحدث الجميع عن صلاح ليس فقط كلاعب عظيم، بل كشخصية متواضعة وملتزمة تجاه قضايا مجتمعه.

نحو المزيد من الأساطير

محمد صلاح لم يكتفِ بما حققه حتى الآن. في كل مباراة، وفي كل موسم، يواصل تحطيم الأرقام القياسية وكتابة التاريخ. ولكن الأهم من ذلك هو الإرث الذي سيتركه وراءه. إرث لاعب لم يكن فقط محطمًا للأساطير، بل كان هو نفسه أسطورة من نوع خاص.