رحلة دي لافوينتي.. كيف تحول من مدرب مغمور لـ بطل أوروبا؟

كتب : محمد حسن

الأربعاء، 17 يوليو 2024 03:53 م

shareicon

مشاركه

لويس دي لا فوينتي

لويس دي لا فوينتي

نجح المنتخب الإسباني بقيادة المدير الفني الإسباني لويس دي لا فوينتي في التتويج ببطولة أمم أوروبا "يورو 2024" التي أقيمت في ألمانيا بعد الفوز على حساب المنتخب الإنجليزي في النهائي بنتيجة 2-1.

وكان المنتخب الإسباني قد قدم بطولة ونسخة مميزة حيث لم يخسر أو يتعادل أي مباراة خلال مشواره في البطولة ليصبح المنتخب الأول في تاريخ البطولة الذي يحقق الفوز في جميع المباريات.

وعلى عكس ما حققة دي لا فوينتي مع المنتخب بتحقيق البطولة كان يتعرض للنقد من قِبل الجماهير قبل البطولة خاصة خلال فترة الاستعداد بسبب قلة خبرته التدريبية حيث لم يسبق لصاحب الـ 63 عامًا تدريب أي منتخب أساسي أو فريق أول قبل تولي المنتخب الإسباني.

وعلى الرغم من صعوبة المهمة خاصة أن لا فوينتي تم تعيينه خلافة للمدير الفني الإسباني لويس إنريكي لكن الثقة كانت تسيطر على دي لا فوينتي خلال تصريحاته في مؤتمر تقديمه مديرًا فنيًا للمنتخب حيث قال: "بكل تواضع وصدق، إذا كان هناك شخص يعرف مستقبل الكرة الإسبانية فسيكون أنا، وأشكر إنريكي ولدي علاقة جيدة معه".

مسيرة تدريبية مثيرة في مراحل الشباب 

 بعد اعتزاله اللعب، بدأ دي لا فوينتي مسيرته التدريبية مع الفرق الشابة في نادي أتلتيك بلباو. قاد فريق الشباب للنادي في عدة مواسم، ونجح في تطوير العديد من اللاعبين الشباب الذين أصبحوا فيما بعد نجوماً في الفريق الأول.

التدريب في الفئات العمرية للمنتخب الإسباني

في عام 2013، انضم لويس دي لا فوينتي إلى الجهاز الفني للمنتخب الإسباني للشباب، حيث تولى تدريب المنتخب تحت 19 عامًا. تحت قيادته، حقق المنتخب بطولة أوروبا تحت 19 عامًا في عام 2015، مما أثبت قدرته على قيادة وتطوير اللاعبين الشباب.

بعد ذلك، تمت ترقيته لتولي مهمة تدريب المنتخب الإسباني تحت 21 عامًا. في هذه الفترة، قاد المنتخب للفوز ببطولة أوروبا تحت 21 عامًا في عام 2019، معتمدًا على جيل موهوب من اللاعبين الشبان الذين أصبحوا فيما بعد نجومًا في الأندية الأوروبية الكبرى أبرزهم  مايكل أوريازابال وفابيان رويز وداني أولمو ومايكل ميرينو .

الانتقال إلى المنتخب الأولمبي

في عام 2021، تولى دي لا فوينتي تدريب المنتخب الإسباني الأولمبي، وحقق نجاحًا كبيرًا حيث قاد الفريق للحصول على الميدالية الفضية في أولمبياد طوكيو 2020. كان لهذا الإنجاز دور كبير في تعزيز سمعته كمدرب قادر على تحقيق النجاح مع الفئات العمرية المختلفة.

بدايات دي لا فوينتي سر النجاح 

بالنظر في مسيرة دي لا فوينتي فكانت بداياته في فريق أكاديمة فريق أتلتيك بلباو الإسباني التي تُسمى "ليزاما" وهي واحدة من أعرق أكاديميات كرة القدم في إسبانيا، تتميز بتطوير المواهب المحلية من إقليم الباسك ولديهم فلسفة فريدة تتمثل في رعاية اللاعبين المحليين من أجل تأهيلهم وإعدادهم للإنضمام للفريق الأول بالنادي. 

كان الوقت الذي قضاه دي لا فوينتي في "ليزاما" مفيدًا في تشكيل أسلوب لعبه وفهمه للعبة حيث ساعده التدريب الصارم والتركيز على المهارات الفنية والانضباط والعمل الجماعي في ليزاما على التطور ليصبح ظهيرًا أيسرًا ماهرًا.

وخلق لديه فلسفة تطوير المواهب الشابة والاعتماد عليهم كقوام أساسي للفريق بالإضافة لاستخدام بعض العناصر ذوي الخبرة، بالإضافة للنظر للانضباط والالتزام وتفضيلهما عن المهارة. 

قائمة شابة تنصف فلسفة دي لا فوينتي 

دخل دي لا فوينتي بطولة اليورو المُنقضية بقائمة مليئة بعناصر عديدة شابة أبرزهم يامين يامال ونيكو ويليامز وفيران توريس ولم تقتصر القائمة على لاعبي برشلونة وريال مدريد كما أعتاد المنتخب الإسباني 

إعداد قوام المنتخب الإسباني بدأ من 2015

ولم تقتصر مساهمات دي لا فوينتي على تحقيق بطولات في مختلف المراحل العمرية فحسب، بل كان يعد جيلًا مميزًا في مختلف المراكز ليصبحوا بعد ذلك القوام الأساسي لمنتخب الماتادور الإسباني في الوقت الحالي أبرزهم :

رودري لاعب خط الوسط الذي يُصنف حاليًا أحد أفضل لاعبي الارتكاز في العالم فكان بداياته في الظهور مع المنتخب الإسباني في بطولة أوروبا تحت 19 عامًا في عام 2015 بقيادة دي لا فوينتي.

وكلًا من حارس المرمى أوناي سيمون وثنائي خط الوسط داني أولمو وفابيان رويز حيث كانت بدايتهم مع المنتخب الإسباني في بطولة أوروبا تحت 21 عامًا في عام 2019 بقيادة دي لا فوينتي.

بالإضافة لمارك كوكوريّا الذي ظهر مع المنتخب بفضل صاحب الـ 63 عامًا في أولمبياد طوكيو 2021 بقيادة دي لا فوينتي .
فضلًا عن العديد من العناصر الآخرى مثل: مارتن سوبيمندي وميكل ميرينو وبيدري وميكل أويارسابال

وتكللت مجهودات دي لا فوينتي بالتتويج باليورو ليكتب تاريخه بأحرف من ذهب بعد التتويج بلقب أمم أوروبا "يورو 2024"، حيث قاد المنتخب إلى الفوز على إنجلترا في المباراة النهائية. بفضل قيادته المتميزة، تألقت العناصر الشابة في الفريق وساهمت في حسم اللقب بعد مشوار صعب شهد مواجهات مع أقوى المنتخبات في أوروبا، مما أبرز قدراته كمدرب قادر على تحقيق الإنجازات الكبيرة.