خروج إيطاليا .. الموضوع أعمق من مجرد هزيمة

يعد خروج المنتخب الإيطالي من تصفيات كأس العالم 2022 الذي تقام في قطر نوفمبر المقبل، أحد المفاجآت الكبيرة والصادمة على مستوى كرة القدم العالمية عبر تاريخها، ويمكن أن ندخل التاريخ في حديثنا هذا لأنها المرة الأولى في تاريخ مونديال الساحرة المستديرة التي يفشل فيها منتخب بلاد البيتزا في التأهل لمرتين متتاليتين.

هذه الحقيقة التاريخية الصادمة ترجمتها الصحف الرياضية الإيطالية في عنوان مكون من كلمة واحدة لكنها أبلغ من مليون  .. Disastro  .. كارثة.

المنتخب الإيطالي الفائز بكأس العالم 4 مرات فشل في بلوغ مونديال روسيا 2018 على يد السويد في مباراة كانت تحمل –ولازالت- ذكرى في منتهى السوء بالنسبة لمحبي وعشاق الأتزوري.

أسباب كثيرة ومتعددة يمكنها أن تلخص أسباب خروج أحد أعمدة كرة القدم من التأهل أصلًا للبطولة، منها الفني والمتعلق بأساليب اللعب في الكرة الإيطالية، والتراجع الكبير في نتائج المنتخب والنوادي على مستوى البطولات القارية والدولية لحساب المنتخبات والأندية الإسبانية والألمانية والانجليزية، يمكنا أن نسثني الفوز ببطولة يورو 2020 لأنها فعلًا تعد من المفاجآت قياسًا للمنتخبات المشاركة.

فمنذ مونديال ألمانيا 2006 والفوز التاريخي للأتزوري بالبطولة بعد غياب 24 عامًا، لم نشهد أي نتائج إيجابية للمنتخب الإيطالي، كذلك الحال للأندية الإيطالية التي لم تحصل على بطولة قارية أو دولية بعد فوز إنتر ميلان بكأس العالم للأندية 2010 على حساب مازيمبي الكونجولي، ومن بعدها لم يكن هناك تأثير كبير للأندية الإيطالية، اللهم إلا يوفنتوس الذي تأهل مرتين لنهائي دوري أبطال أوروبا وخسر على يد برشلونة في 2015 وريال مدريد في 2017.

ولكن أيضًا توجد أسباب غير فنية، ساهمت بشكل مؤثر في تدهور الكرة الإيطالية، ونحن نتحدث على مستوى المنتخب الذي فشل في التأهل للمونديال الذي اعتاد على التأهل إليه أصلًا.

فعلى سبيل المثال، تعاني الكرة الإيطالية من عدم وجود نظام يحكم تطوير أداء لاعبيه، خصوصًا الشباب منهم، فالاحصائيات تشير إلى وجود 3 لاعبين على الأكثر بين فرق القمة في إيطاليا عمرهم لم يتخط الـ21 عامًا، هؤلاء اللاعبون شاركوا في مجموع يبلغ 4% من دقائق بطولة الدوري، 80% من هذه المشاركات تأتي بعد الدقيقة الـ70 من المباراة.

عدم الاهتمام بصقل مستوى شباب اللاعبين في الأندية الإيطالية وهذا ناتج عن عدم وجود خطة تحكم الكرة الإيطالية من الأساس، ولهذا فليس مستغربًا أن نرى هذا التهاوي في نتائج الفرق عندما تخرج من بوتقة المسابقات المحلية.

سبب آخر غير فني ولكنه يوضح مدى تأثير المنتخب الإيطالي على الجماهير التي تعيش داخل شبه الجزيرة التي تشبه حذاء النساء.

ويكمن هذا السبب في تفضيل الجماهير وحتى بعض المسئولين لمصلحة الأندية على حساب المنتخب، وأصبح المنتخب يمثل الحلقة الأضعف عند مقارنته بالأندية المحلية.

ولنا في هذا الأمر مِثَالَان يوضحان هذا الأمر، مع تباعد الفترة الزمنية بينهما.

في مونديال 1990 الذي أقيم في إيطاليا، وواجه المنتخب الإيطالي نظيره الأرجنتنيني في نصف نهائي البطولة، وأقيمت المباراة على ملعب سان باولو في مدينة نابولي .. مباراة تذهب بالأتزوري للنهائي للمرة الثانية في آخر 3 نسخ .. 

ما حدث وقتها في ملعب سان باولو أن المباراة وكأنها تلعب في بوينس أيرس، لأن الجمهور الحاضر معظمه من نابولي، وفضل مؤازرة نجم فريقهم الكبير والأول والأوحد .. دييجو أرماندو مارادونا .. 

الجماهير فضلت مؤازرة نجم ناديها عن مؤازرة منتخب بلادها ! مشهد في منتهى الغرابة!

وانتهت المباراة بصعود الأرجنتين إلى النهائي.

موقف آخر حدث قبيل مباراة مقدونيا الشمالية والتي هي محور حديثنا، الاتحاد الإيطالي لكرة القدم FIGC طلب من أندية الدوري الإيطالي تأجيل الجولة 30 من أجل إعطاء الفرصة للاعبي المنتخب من أجل الاستعداد لما هو قادم .. وهام ,.. لكن رابطة الدوري الإيطالي رفضت هذا الطلب، وآثرت عدم توقف المسابقة .. بالطبع هو قرار خاص بالرابطة بعيدًا عن الاتحاد.

لكن الأندية فضلت مصلحتها عن مصلحة منتخب البلاد .. بمنتهى الحسم والحزم .. واللامبالاة بمستقبل المنتخب.

ومع كامل تقديري للقرار فالذي شاهد المواجهة الكبيرة بين فينيسيا وسامبدوريا أو مباراة القمة بين إمبولي وفيرونا، سيجلس أيضًا أمام التلفاز ليشاهد المونديال دون إيطاليا!.

إذًا فالسؤال المهم هو عن أهمية المنتخب الإيطالي بالنسبة للكرة في إيطاليا .. وها قد اتضحت الأهمية، ولأجل هذا لن نسمع أو نقرأ عن أية خطط مستقبلية لتطوير الكرة الإيطالية.

غيض من فيض لأسباب التأخر الذي تعاني منه الكرة الإيطالية على كافة المستويات ..وكأن الجيل الأخير الذي علا من شأن الكر الإيطالية كان هو الجيل الذي ظفر بالمونديال الألماني في 2006.

فهل من رجل رشيد أو من عدة رجال لديهم الحمية والخوف على مستقبل كرة إيطاليا ينتفض من أجل البدء في إحداث تغيير بنظام اللعبة؟ أم سيبقى الحال على ما هو عليه ويبقى تأهل إيطاليا للمونديال محفوفًا بالمخاطر؟

وهل ياترى الكلام ده صديقي القارئ ما بيفكركش بأي حاجة؟ 

أخبار متعلقة

إنتر ميلان يسقط يوفنتوس على أرضه في ديربي إيطاليا

أكاديمية يوفنتوس بالسعودية تقيم معسكرًا للناشئات في إيطاليا

هل يكون ديربي إيطاليا حاسمًا لمستقبل إينزاجي؟

تقارير: حالة نادرة قد تٌعيد منتخب إيطاليا للمشاركة في كأس العالم في قطر