الجبلاية وتناقضات الكرة المصرية!

كتب : مُهاب ممدوح

الخميس، 16 يونيو 2022 12:57 م

shareicon

مشاركه

تناقضات بالجُملة يُمكنها التعبير عن حال الكرة المصرية في الوقت الحالي، والأزمة أن تلك التناقضات لم تأتِ من الجمهور أو من المشجع الذي يكمن هدفه في الاستمتاع بمباراة 90 دقيقة، لكن كانت نابعة من المسؤول الذي يدير الكرة في مصر وهو رئيس اتحاد الكرة جمال علام والذي خرج بتصريحات كانت من المُفترض أن تُطفئ غضب الجمهور، عقب هزيمة مصر من إثيوبيا بهدفين دون رد في تصفيات كأس الأمم ولكن تصريحاتهُ كانت سببا في إشعال الأزمة.

وبخلاف غضب الجمهور، يُمكنك التعرف على حال الكرة المصرية من خلال التناقضات التي تضمنتها تصريحات علام بعد مباراة إثيوبيا، فالبداية من تصريحه عن إيهاب جلال المدير الفني والذي قال إنه تعرض لانتقادات منذ اليوم الأول له مع منتخب مصر وتلك الانتقادات تجعله مضغوطا للغاية والجمهور لابد أن يكون صبوراً.. ذلك التصريح يؤكد مطالبة رئيس اتحاد الكرة بتخفيف الضغوط على المدرب ودعمه وعدم انتقاده ولكنه خالف تصريحاته في نفس اللحظة عندما أعلن عن طريقة اختيار إيهاب جلال مدربا لمنتخب مصر، حيث قال إن المسؤول المالي لاتحاد الكرة أكد له عدم وجود دولارات في خزينة الجبلاية للتعاقد مع مدرب أجنبى، ومن ثم اضطر للتعاقد مع مدرب مصري وهو إيهاب جلال، ليُثبت علام أن اختيار إيهاب جلال لم يأت بناء على قناعة شخصية منه أو من مجلسه بإمكانياته وإنما كان اختياره "توفيراً" على خزينة اتحاد الكرة وهذا التصريح يؤكد عدم دعم علام نفسه لإيهاب جلال كما طلب من الجمهور.

وفي الوقت نفسه، بات اتحاد الكرة قريبا من الإعلان عن قرار إقالة إيهاب جلال والاستقرار على تعيين مدرب أجنبي لمنتخب مصر الوطني، وهذا يعكس التناقض الثاني، فكيف تغيرت الأحوال وأصبح بإمكان الاتحاد التعاقد مع مدرب أجنبي في الوقت الحالي؟.. هل لابد أن نُثبت فشلنا أولا قبل اتخاذ القرار الصحيح؟.. ورغم ما سبق من تخبط إداري وتناقض في اتخاذ القرارات، يُمكننا العودة بشكل أفضل، فشخصية منتخب مصر وتاريخه وهويته التي جعلته الأفضل في أفريقيا على مدار سنوات طويلة، تُجبر الجميع على اتخاذ قرارات ثورية تجعل الكرة المصرية "خالية من التناقضات".