تحليل المباراة.. كاريك خرج بأقل الخسائر أمام طوفان تشيلسي.. وسر غياب رونالدو
استطاع نادي مانشستر يونايتد أن يعود بنقطة ثمينة من ملعب ستامفورد بريدج بعد التعادل أمام تشيلسي بهدف لكل فريق في المباراة التي جمعتهما اليوم ضمن مباريات الدوري الإنجليزي.
التعادل يعتبر بمثابة فوز لمانشستر يونايتد، ليس على مستوى الأسماء بالطبع، ولكن بسبب الحالة السيئة التي يمر بها اليونايتد سواء مع سولشاير أو بعد رحيله، خاصة أنه يواجه واحد من أفضل فرق العالم حاليًا، وهو تشيلسي مع المبدع توماس توخيل.
في السطور التالية سنحاول تقديم أبرز الأفكار التكتيكية للمدربين مايكل كاريك وتوماس توخيل:
رونالدو على مقاعد البدلاء:
كانت مفاجأة كاريك هي تواجد الأسطورة كريستيانو رونالدو على مقاعد البدلاء، والسبب هنا ليس لمستوى رونالدو السيء بل هو أحد أفضل لاعبي يونايتد هذا الموسم، ولكن كاريك فضل تواجده على مقاعد البدلاء، من أجل تأمين الحالة الدفاعية التي كان يبحث عنها في المباراة.
كاريك دفع بسانشو وراشفورد مع برونو فيرنانديز في الجانب الهجومي، حتى يكون لديهم القدرة الدائمة للعودة للمساندة الدفاعية، دون تعب أول ملل، وهو ما خاف كاريك أن يحدث لرونالدو في أي فترة في المباراة، لذلك فضل تواجده في الفترة الأخيرة من المباراة، حتى لا يشعر بالتعب بسبب عامل العمر بالطبع.
زحمة وسط الملعب:
الدليل على رغبة كاريك في الدفاع ولا شيء غير الدفاع، هو الدفع بثلاثة لاعبين في وسط الملعب جميعهم بخصائص دفاعية، حتى وإن حدث اختلاف على مستوى البعض، ولكنه أراد تأمين وسط ملعب، بالإضافة إلى الأطراف التي يعتمد عليها تشيلسي كثيرًا في بناء الهجمة.
لذلك كنا نشاهد تعليمات من كاريك لماكتومناي وفريد بالمساندة دائمًا على الأطراف الأيمن والأيسر، في محاولة لإيقاف اختراقات ماركوس ألونسو ورايس جيمس.
والهدف الثاني هو تفرغ ماتيتش التام لمساندة عمق الملعب أمام قلبي الدفاع، وبالتالي لا يستهلك مجهوده في التغطية على الأطراف، وتعليمات واضحة بعدم تقدمه تحت أي ظرف من الظروف، حتى لا يتم استهلاكه بدنيًا.
راشفورد وسانشو:
عندما نلاحظ الشكل الهجومي لليونايتد قبل المباراة، ستعتقد بأن برونو كان صانع الألعاب خلف المهاجمين سانشو وراشفورد، ولكن كاريك اعتمد على وجود الثنائي على الأطراف، بينما كان برونو المتواجد في العمق الهجومي، وهو أول من يضغط على دفاع تشيلسي.
هدف كاريك كان في حالة الهجمات المرتدة ينطلق راشفورد وسانشو من على الأطراف لاستغلال تقدم ألونسو ورايس، وفي نفس الوقت يكونا أول خط دفاع أمام ظهيري تشيلسي من أجل إيقاف الهجمات.
هذه النقطة أبعدت برونو كثيرًا عن مركز صناعة اللعب، لذلك لم تنجح أي هجمة مرتدة لليونايتد وتحديدًا في شوط المباراة الأول، لأن من يخرج بالهجمة المرتدة هو فريد وليس برونو.
ولكن الأهم هو الشعور بأن كاريك لم يقم بتحفيظ اللاعبين أي طريقة للهجمة المرتدة، فعندما كان يمتلك مانشستر يونايتد الكرة، نشعر بحالة من التوهان للاعبين كما يبدو أن مهمتهم انتهت وهو قطع الكرة من تشيلسي وإيقاف الهجمة فقط، ولكن لا يوجد أي خطة لبناء مرتدة تشكل أي خطورة على مرمى ميندي.
نقطة مضيئة وحيدة لكاريك:
النقطة المضيئة الوحيدة لكاريك في المباراة، هو ملاحظته بعد أول ربع ساعة وجود ثغرة واضحة بين وان بيساكا وقلب الدفاع ليندلوف والتي استغلها تشيلسي أكثر من مرة عن طريق هودسون أودوي وماركوس ألونسو.
لذلك بعد مرور ربع ساعة أعطى كاريك تعليمات لماكتومناي بالتواجد دائمًا لمساندة بيساكا في هذه الجبهة، وبالفعل قلل من الاختراق الدائم فيها، وعلى الرغم من سيطرة تشيلسي المستمرة في المباراة، إلا أن أداء هذه الجبهة الدفاعي تحسن بشكل أفضل بعد ربع ساعة كان أودوي يلعب في مساحة بمفرده.
قد تكون هذه الإشادة الوحيدة لكاريك في المباراة، غير ذلك فهو فشل في تنظيم أي مرتدة قد تفيد اليونايتد.
الضغط العكسي لتشيلسي:
في المقابل فإن توماس توخيل كان يعلم جيدًا الحالة السيئة التي عليها دفاع مانشستر يونايتد في الخروج بالكرة وبناء الهجمة، خاصة عندما يكون برونو فيرنانديز بعيدًا عن منطقة بناء اللعب كما حدث في مباراة اليوم.
بالتالي كانت تعليمات توخيل واضحة بالضعط العكسي بقوة وبأكبر عدد ممكن من اللاعبين، فعندما كان يفقد تشيلسي الكرة، كان دائمًا تلاحظ وجود خمسة أو ستة لاعبين في الضغط العكسي على دفاع مانشستر يونايتد، وبالفعل استمر اليونايتد طوال الشوط الأول في عدم القيام بأكثر من ثلاثة تمريرات متتالية.
هدف توخيل من هذه الطريقة ليس فقط منع بناء المرتدات بل محاولة استغلال المساحات التي يتركها دفاع اليونايتد أثناء الخروج بالكرة، واستغلال التمركز الخاطئ للمدافعين.
تحركات ماركوس ألونسو:
حاول توخيل تعويض غياب بين تشيلويل بسبب الإصابة بتواجد ماركوس ألونسو بنفس التحركات، ففي المباريات السابقة كنا نلاحظ تواجد تشيلويل بشكل مستمر أثناء استحواذ تشيلسي على الكرة على حدود منطقة جزاء الخصم، ليس فقط على الجانب الأيسر، بل كنت تشعر بأنه مهاجم الفريق.
وهو ما حاول توخيل تنفيذه بتواجد ماركوس ألونسو بشكل شبه دائم في منطقة جزاء مانشستر يونايتد، وذلك في حالة بناء الهجمة من الجهة اليمنى.
ألونسو بالفعل لديه ميزة التحرك من الجبهة اليسرى، ولكن على الزاوية البعيدة، وليس في عمق منطقة الجزاء كما يفعل تشيلويل الذي يتميز باختيار المكان والتوقيت الصحيح للتحرك، لذلك لم تظهر هذه الجبهة بنفس القوة عند تواجد تشيلويل.
معاناة تشيلسي:
على الرغم من سيطرة تشيلسي على المباراة والقيام بأكثر من كرة خطيرة على مرمى دي خيا، ولكن عانى الفريق على مستوى وسط الملعب في نقطة وحيدة، وهي الاختراق والتحرك بين خطوط الملعب سواء بالكرة أو بدونها.
تواجد لوفتوس تشيك وجورجينيو في وسط الملعب كان السبب، اللاعبان يمتلكان إمكانيات رائعة في تدوير الكرة، ولكنهم من نوعية اللاعبين الذين يريدون الكرة دائمًا تحت أقدامهم، على عكس كانتي أو كوفاسيتش، الذان لديهم ميزة التحرك بين الخطوط لاستلام الكرة ثم اختراق دفاع الخصم.
وبالتالي اختراق تشيلسي من عمق الملعب لم يكن بنفس الشكل المعتاد، بسبب تواجد ثلاثة لاعبين من مانشستر يونايتد في عمق الملعب، بالإضافة إلى خصائص لوفتوس تشيك وجورجينيو.
احدث الفيديوهات
الجمعة، 22 نوفمبر 2024 05:30 م
الجمعة، 22 نوفمبر 2024 05:07 م