تحليل | الإفراج عن فان دي بيك وصداع رونالدو.. ماذا ينتظر مانشستر يونايتد مع رانجنيك؟

كتب : إبراهيم جاد

الجمعة، 03 ديسمبر 2021 06:59 م

shareicon

مشاركه

أعلن نادي مانشستر يونايتد في الأيام الماضية تعاقده رسميًا مع المدير الفني الألماني المخضرم رالف رانجنيك كمدير فني لمدة 6 أشهر –حتى نهاية الموسم الحالي-.

"مانشستر يونايتد عبارة عن مزيج من المواهب الشابة وذوي الخبرة، هدفي هو تطويرهم من الناحية الفردية والأهم كفريق".. هكذا افتتح رالف رانجنيك حديثه مع الموقع الرسمي لنادي مانشستر يونايتد بعد إعلانه مديرًا فنيًا للشياطين الحمر.

رالف رانجنيك يخوض أول مهمة تدريبية له خارج أسوار الدوري الألماني، ولذلك كل خبراته السابقة كمدير فني كانت في البوندسليجا، ولعل أبرز هذه التجارب كانت هوفنهايم ولايبزيج إضافة إلى شالكة، وهذا ما قد يجعل التعاقد معه مخاطرة كبيرة رغم جودته الفنية بسبب فارق الإيقاع والمستوى بين الدوري الألماني والدوري الإنجليزي.

ولذلك يستعرض "كورة بلس "، أهم أفكار المدير الفني الألماني المخضرم قبل انطلاق مشواره مع مانشستر يونايتد.

رونالدو صداع في رأس رانجنيك

الفكرة العامة في أسلوب لعب رالف رانجنيك هو تكوين فريق يتحرك ككتلة واحدة، معتمدًا بشكل رئيسي على الضغط العكسي العالي من أجل سرعة استرداد الكرة من ثم اللعب العمودي المباشر بهدف الوصول إلى مرمى الخصم بأقصر الطرق الممكنة.

وأكد رانجنيك في إحدى الدورات التدريبية التي قام بإلقاءها أنه يفضل دائمًا أن يستعيد فريقه الكرة خلال 8 ثواني فقط من فقدانها، وذلك من خلال الضغط السريع المباشر وعدم إعطاء الفرصة للخصم من أجل التنفس.

ويتطلب هذا الأسلوب مجهود بدني مرتفع ولاعبين قادرين على الضغط العالي والركض لعدة كيلومترات إضافية لمنع الخصم من كسر منظومة الضغط العالي والقدرة على غلق المساحات دائمًا أمام حامل الكرة.

وتوضح الخريطة التالية معدل ضغط لايبزيج على الخصم تحت قيادة رانجنيك في آخر محطاته التدريبية ، والتي تكشف لنا الضغط القوي الذي يقوم به لاعبو المدرب الألماني المخضرم في ثلث الملعب الأخير في محاولة لاستعادة الكرة بسرعة كبيرة سواء أمام منطقة جزاء الخصم أو في وسط الملعب على أقل تقدير بعيدًا عن مرمى الفريق.

وهنا يأتي الصداع الذي سيسببه تواجد كريستيانو رونالدو في مانشستر يونايتد، حيث يفضل رانجنيك أن يمتلك مهاجم شاب يمتلك قدرة بدنية عالية لخنق قلبي دفاع الخصم وإجبارهم إما على تشتيت الكرة أو ارتكاب أخطاء في التمرير تساعد فريقه على سرعة استرداد الكرة، وهو ما لا يقوم به رونالدو.

ويظهر رأي رانجنيك في وجود رونالدو مع مانشستر يونايتد خلال مؤتمره مؤتمره الصحفي الأول: "يجب أن تتأقلم دائما مع أسلوب اللعب، رأيت رونالدو أمس خاصة في الشوط الثاني وفي سن الـ36 وهو أمر مذهل، لكن الأمر يتعلق بكيفية تطوير الفريق ككل وليس رونالدو فقط فنحن نلعب في أكثر دوري تنافسي في العالم".

رونالدو في عمر الـ36 عامًا لا يقوم بعملية الضغط على المنافس ويقوم بتخزين مجهوده الذي أصبح بشكل أو بآخر أقل من ذي قبل، وذلك للاستفادة به في إنهاء الهجمات أمام المرمى وهو ما يتميز به بشكل غير مسبوق على مستوى العالم.

والإحصائيات التالية تكشف لنا ترتيب لاعبي مانشستر يونايتد من حيث الضغط على الخصم، وانعدام دور رونالدو في هذه العملية تقريبًا

تطبيق منظومة الضغط العالي الذي يتبعها رانجنيك بدون رأس الحربة ستكون بمثابة الانتحار وستضع مانشستر يونايتد في خطر مستمر ويعطي أفضلية عددية للمنافس قد تساعده على كسر هذا الضغط عدة مرات، فكيف سيتعامل رانجنيك مع صداع الاستفادة من قدرات رونالدو التهديفية وتقليل أضرار تراجع مستواه البدني في الضغط؟

مؤشرات سلبية في مانشستر يونايتد

كما أكدنا من قبل، فإن رالف رانجنيك يفضل دائمًا الاعتماد على منظومة الضغط العكسي من أجل سرعة استرداد الكرة، وهو ما لم يطبقه مانشستر يونايتد إلا نادرًا تحت قيادة أولي جونار سولشاير على مدار موسمين ونصف تقريبًا.

بالنظر إلى البيانات سنجد أن مانشستر يونايتد يسمح للخصم بتمرير الكرة أثناء قيامه بالضغط بمعدل 14.6 تمريرة في المباراة، وهو ما يجعل مانشستر يونايتد في المركز الـ14 من أصل 20 فريق في الدوري الإنجليزي من حيث فاعلية الضغط العالي، وهو ما يمثل ناقوص خطر في منظومة رانجنيك المحببة.

مانشستر يونايتد تحت قيادة سولشاير اعتمد دائمًا على الضغط المتوسط أو المنخفض بشكل أكبر، حيث تُعد النسبة الأكبر من استرداد الكرة في الثلث الأخير من ملعب الشياطين الحمر، وهو ما يرفضه رانجنيك تمامًا في أسلوبه.

على جانب آخر، فإن مانشستر يونايتد اتقن الهجوم السريع واللعب المباشر مع سولشاير من خلال الاعتماد على سرعات جرينوود وراشفورد ومؤخرًا سانشو الذي أظهر جودة عالية في عملية التحولات في الـ3 مباريات الأخيرة.

وبلغ معدل وصول مانشستر يونايتد منذ استرداده الكرة حتى منطقة جزاء الخصم ما لا يزيد عن 15 ثانية أثناء تنفيذ التحولات السريعة، وهو رقم جيد للغاية، لكن الفريق يقوم بمعدل 2.5 تحول صحيح كل 90 دقيقة في المباراة هذا الموسم وهو رقم ضعيف لا يستغل السرعات التي يمتلكها الفريق.

ومع تفضيل رانجنيك اللعب المباشر والوصول إلى مرمى الخصم بأسرع الطرق، فإن تأسيس الفريق الحالي على لعب المرتدات والتحولات السريعة سيساعده هجوميًا على التأقلم سريعًا على أسلوب المدرب الألماني لكن يحتاج إلى تحسين في معدل استغلال تلك التحولات وإتقانها بشكل أكبر.

والخريطة المقبلة ستكشف لنا وضع مانشستر يونايتد بين أندية الدوري الإنجليزي من حيث الضغط العالي والتحولات السريعة.

وتؤكد خريطة البيانات الماضية أن مانشستر يونايتد يقع ضمن الفرق ضعيفة الضغط العالي، ولكن تمارس التحولات السريعة بمعدل مقبول لكن ليس ضمن الأفضل أيضًا، وهو ما يكشف العمل الكبير الذي ينتظر المدرب الألماني.

الرسم التكتيكي المُفضل

يفضل المدير الفني الألماني في تجاربه السابقة الاعتماد بشكل أكبر على رسم تكتيكي 4/4/2 أو بشكل أدق على 4/2/2/2 مع وضع ثنائي ارتكاز أحدهما يتميز باللياقة البدنية العالية والقدرة على قطع الكرات والآخر يمتاز بالتمرير الدقيق والتكملة الهجومية.

وفي حال اتجه رانجنيك إلى هذا الرسم التكتيكي، فسيكون الأقرب هو الدفع بواحد من فان دي بيك أو برونو فيرنانديز كلاعب وسط ملعب مساعد بجانب ماكتومايني أو فريد كقاطع للكرات.

ولكن رانجنيك يمتلك من المرونة التكتيكية التي تجعله يقبل تغيير الرسم التكتيكي بما يناسب إمكانيات فريقه، وهو ما يجعلنا نحبز اعتماده على 4/2/3/1، والتي تأتي في المرتبة الثانية من حيث اعتماد الألماني عليها في رحلته التدريبية.

بتواجد برونو فيرنانديز الذي يُعد ركيزة مشروع مانشستر يونايتد، ومع اللاعب الذكي تكتيكيًا فان دي بيك سيكون الأقرب هو الاعتماد على هذا الرسم التكتيكي مع الدفع بالهولندي كلاعب وسط ملعب مساند ووضع برونو في مركز 10.

المؤشرات السابق تؤكد بأن فان دي بيك سيكون له دورًا هامًا في منظومة لعب رانجنيك لتفضيله اللاعب الذكي تكتيكيًا، والذي يستطيع التحرك في المساحات واقتحام منطقة الجزاء وممارسة الضغط العالي نظرًا لتحركه المستمر، مما يُبشر بحصوله على فرصة حقيقية مع الألماني المخضرم وإعادة اكتشافه في الشياطين الحمر.

فريد قد يكون له الأولوية كلاعب وسط أساسي في تشكيل مانشستر يونايتد بسبب قدرته الهائلة على الضغط على الخصم –أكثر لاعب في الفريق يقوم بالضغط على الخصم- والقدرات البدنية الهائلة له في عملية الركض وغلق المساحات، مما يجعله مفضل عن ماكتومايني كلاعب ارتكاز في وسط الملعب.

بجانب ذلك فإننا سنشاهد مانشستر يونايتد يتغير بين رسم تكتيكي وآخر بحسب الخصم الذي سيواجهه، وهو ما قد يدفعه للعب بثنائي هجومي صريح في بعض المباريات، لخلق عمق هجومي من ناحية ومن ناحية أخرى مساعدة رونالدو في عملية الضغط العالي بالدفع بمهاجم آخر لديه قدرات بدنية عالية سواء كان كافاني أو جرينوود أو حتى دخول راشفورد كمهاجم حيوي.

كل ما سبق يكشف لنا العقبات الكثيرة التي تنتظر رانجنيك في منظومة لعب مانشستر يونايتد، حيث سيحتاج المدرب الألماني المخضرم الوقت لإصلاح هذه المنظومة لما يتناسب مع أفكاره كفترة انتقالية وتحضيرية للموسم المقبل والتعاقد مع مدرب يمتلك نفس الأفكار الهجومية والتضحية بهذا الموسم، أو يتنازل الألماني عن أفكاره وقناعاته الفنية الخاصة بكرة القدم التي يفضلها لما يتناسب مع المنظومة الحالية للشياطين الحمر وهو أمر صعب للغاية.